ما هكذا (١) كنا نقاتل مع رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، فحفر كل واحد منهما حفرة وثبتا فيهما ، وقاتلا حتى قتلا ، وعلى ثابت يومئذ درع ثمين (٢) ـ أو قال : نفيس ـ فمر به رجل من المسلمين فأخذه ، فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت فى منامه فقال : إنى موصيك بوصية ، فإيّاك أن تقول إنه حلم (٣) .. إنى لمّا قتلت أمس مرّ بى رجل من المسلمين فأخذ درعى ، ومنزله فى أقصى الناس ، وعند خبائه فرس يستنّ فى طوله (٤) ، فأت خالد بن الوليد فمره أن يبعث درعى فيأخذه منه ، فإذا قدمت (٥) المدينة على خليفة رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، فقل (٦) له إنّى علّى من الدّين كذا وكذا ، وفلان من رقيقى عتيق ، وفلان .. فأتى الرّجل خالدا (٧) وأخبره ، فبعث إلى الدرع وأتى به (٨) ، وحدّث أبا بكر برؤياه .. فلا يعلم أحد (٩) أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت ، واستشهد باليمامة.
__________________
حيث كانت الواقعة.
[انظر الأعلام ج ٧ ص ٢٢٦ ، ونسب قريش ص ٣٢١ ط دار المعارف ، وفتوح البلدان للبلاذرى ص ٩٤ وما بعدها ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٢٤٣ ـ ٢٤٩ وصفحات أخرى متفرقة ، وتاريخ الطبرى ج ٣ ص ٢٨١ ـ ٣٠١ وصفحات أخرى متفرقة ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٦ ص ٣٢٨ ـ ٣٣١ وصفحات أخرى متفرقة ، وفيها عدد ما قتل من أتباع مسيلمة من عشرة آلاف قتيل إلى واحد وعشرين ألفا ، ومن المسلمين من خمسمائة إلى ستمائة شهيد ، والله أعلم بذلك. وشذرات الذهب ج ١ ص ٢٣].
(١) هنا اضطراب فى السياق فى «م». والتصويب من أسد الغابة و «ص».
(٢) فى «ص» : «درع له نفيس» وستأتى. وفى أسد الغابة : «درع نفيسة» والدرع مؤنثة فى الغالب ، وقد تذكّر. وهى قميص من حلقات من الحديد متشابكة ، يلبس وقاية من السلاح.
(٣) فى أسد الغابة : «فإيّاك أن تقول هذا حلم فتضيعه».
(٤) هكذا فى «ص» والمصدر السابق .. وفى «م» : «يبين». تصحيف. واستنّ الفرس : عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب عليه. والطّول : الحبل الطويل يشدّ أحد طرفيه فى وتد أو غيره ، والطرف الآخر فى يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.
(٥) فى «ص» : «قدم». أى «خالد».
(٦) فى «ص» : «فيقل».
(٧) فى أسد الغابة : «فاستيقظ الرجل فأتى خالدا فأخبره».
(٨) فى «ص» : «وأخذه».
(٩) فى «ص» : «فلا نعلم أحدا».