وعبد الله (١) آخر من دخل مصر من الصحابة ، وآخر من مات بها .. وعمر عمرا طويلا .. قال الإمام أبو حنيفة ، رضى الله عنه : حججت مع أبى سنة من السنين ، فرأيت الناس يزدحمون ، فسألت عن ذلك ، فقيل لى : هذا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ، فأخذ أبى بيدى ثم أجلسنى أمامه وقال : يا بنىّ ، سله أن يمرّ بيده على رأسك .. فمر بها ، ودعا لى ، فأنا أجد بركة دعائه.
وقال القضاعىّ فى خططه : قال الكندى : مات عبد الله بن الحارث بقرية يقال لها «قرنفيل» (٢) ، ذكر ذلك الجند العربى ، فلعلّه حمل ودفن فى مقبرة الفسطاط .. وقيل : بل (٣) مات بمصر ، ولا يعرف قبره.
عبد الله بن حذافة السّهميّ (٤) :
صاحب رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، يكنى أبا حذافة ـ أسلم قديما ، وكان من المهاجرين الأولين .. دفن بمصر .. هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة .. وهو أخو أبى الأخنس بن حذافة ، وخنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر قبل النبي ، صلّى الله عليه وسلم .. وهو من أصحاب بدر .. روى ذلك عمر بن الحكم عن [أبى] سعيد الخدرى (٥). وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعثه
__________________
(١) من هنا إلى نهاية الترجمة عن «م» وساقط من «ص» .. وفى «ص» ختم الترجمة بقوله : «مات عبد الله بن الحارث بمصر ، ولا يعرف قبره» وستأتى.
(٢) قرنفيل : قرية بمصر ، جاء ذكرها فى معجم البلدان ج ٤ ص ٣٣١.
(٣) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».
(٤) هو عبد الله بن حذافة بن قيس السّهميّ القرشىّ ، أبو حذافة ، صحابى ، أسلم قديما ، وبعثه النبي صلّى الله عليه وسلم إلى كسرى .. وهاجر إلى الحبشة ، وقيل : شهد بدرا ـ ولم يصح ـ وأسره الروم فى أيام عمر ، ثم أطلقوه .. شهد فتح مصر ، وتوفى بها سنة ٣٣ ه فى أيام عثمان. وكانت فيه دعابة ، وعدّه الجمحى من شعراء مكة.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٤ ص ٧٨ ، وأسد الغابة ج ٣ ص ٢١١ ـ ٢١٣ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٢١٢ ، وطبقات ابن سعد ج ١ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ ، والمحبر ص ٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١١ ـ ١٦] وقد وردت ترجمته فى «ص» مختصرة ، وما أثبتناه هنا عن «م».
(٥) ما بين المعقوفتين من عندنا ، وقد سقطت سهوا من الناسخ. وقد ورد فى أسد الغابة ، قال