حمزة بن عبد المطلب الهاشمى (١) .. ومنهم طائفة بالقرافة.
ولمّا ولى الحسن بن زيد المذكور ـ والد السيدة نفيسة ، رضى الله عنها ـ المدينة كان بها رجل فقير يقال له ابن أبى ذؤيب ، فقرّبه الحسن ، وأحسن إليه ، وكثر مال الرجل وترأس ، وقرّبه المنصور (٢) ، فلما عظم عند المنصور شرع يتكلم فى حق الحسن وينمّ عليه بما ليس فيه ، حتى إنه قال للمنصور عنه إنه يريد الخلافة ، فأحضره المنصور وسلب نعمته ، وبعد قليل (٣) ظهر للمنصور الكذب من القائل المذكور ، فردّ على الحسن أمواله ، وأنعم عليه إنعاما بليغا ، وأرسله (٤) إلى المدينة على عادته ، فلما قدم المدينة أرسل إلى ابن أبى ذؤيب هدية عظيمة ، وأمر له بمال جزيل ، ولم يعتبه (٥) فى ذلك ، ولم يقل له فى يوم من الأيام فعلت كيت وكيت.
وحكى عنه أنه كان يصلى بالأبطح (٦) فى يوم من الأيام ، وإذا بامرأة مارّة وعلى يديها طفل ، فاختطفه عقاب منها ، فحصل لها عليه وجد (٧) عظيم ، والتهبت بالنار ، وجاءت إلى الحسن وتعلقت به ، وسألته الدعاء أن يردّ لها ولدها ، فدعا لها ، فمن ساعته نزل العقاب به إلى الأرض ، وردّه الله عليها ببركته وبركة دعائه.
__________________
(١) فى جمهرة أنساب العرب (ص ١٧) أن حمزة بن عبد المطلب له من الأولاد : عمارة ، ويعلى ، وعامر ، وابنة تزوجها سلمة بن أبى سلمة. وقد انقرض عقب حمزة ، رضى الله عنه.
(٢) فى «م» : «وقربه إلى المنصور».
(٣) فى «م» : «فعمّا قليل».
(٤) فى «م» : «إنعاما وأسلمه» وما أثبتناه عن الكواكب السيارة ص ٣١.
(٥) يعتبه : يلومه ـ من الفعل «عتب» الثلاثى.
(٦) الأبطح : مكان بمكة ، هو المحصّب. ويطلق أيضا على كل مكان متسع.
(٧) وجد : حزن.