وما أحسن قول بعضهم (١) :
بكم المدائح تستلذّ وتعشق |
|
ولنا بكم يا آل أحمد رونق |
وإذا نظمت مدائحا لعلاكم |
|
صدق الحديث ، وغيره لا يصدق |
وإذا كتبت حروفها ورقمتها |
|
قال الورى : تالله إنّك موفق |
والغير إن علم الحديث لغيركم |
|
هو كاذب فيما نحاه وأحمق |
لم يخلق الرّحمن مثل محمّد |
|
وقبيله ، وأظنّه لا يخلق |
* * *
قال الرّازى النّسّابة : لمّا بلغت السيدة نفيسة من العمر ستّ عشرة سنة (٢) رغب الناس فى خطبتها ، لما علموا من خيرها ودينها ، وما نشأت عليه من العبادة ، ووالدها الحسن يأبى ذلك .. ثم جاء رجل إلى أبيها من بنى حسن فخطبها ، فأبى والدها ، ثم جاء السيد إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن محمد بن على بن زين العابدين بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب فخطبها من أبيها ، فلم يردّ عليه جوابا ، فقام من عنده ودخل إلى حجرة النبي صلّى الله عليه وسلم ، وقال عند الحجرة : يا رسول الله ، إنى خطبت نفيسة ابنة الحسن منه فلم يردّ جوابا علىّ ، وإنّى لم أخطبها إلا لخيرها ودينها وعبادتها ، فلما كان تلك الليلة رأى أبوها الحسن الأنور النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فى المنام يقول له : يا حسن ، زوّج نفيسة لإسحاق المؤتمن .. فلما أفاق دعا بإسحاق وعقد له على ابنته ، وذلك فى سنة إحدى (٣) وستين ومائة ، وهى بنت عمه.
وولى إسحاق المدينة بعد والد السيدة نفيسة من قبل أبى جعفر المنصور ، ورزقت منه ولدين : القاسم ، وأم كلثوم .. وحجّت ثلاثين حجة ، وكان الغالب
__________________
(١) فى «م» : «ما قال بعضهم فى المعنى شعر».
(٢) فى «م» : «ستة عشر سنة» خطأ فى اللغة ، والصواب ما أثبتناه.
(٣) فى «م» : «أحد».