ثم أخذت القرطاس فوجدته ثقيلا ، فظننت أنه دقّة (١) أهداها إلىّ أخ فى الله ، فجئت إلى البيت ففتحته ، فإذا فيه ثلاثمائة دينار لا تزيد ولا تنقص».
وروى خالد بن خداش (٢) قال : «قرئ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال (٣) يوم القيامة ، فخرّ مغشيّا عليه ، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد ذلك بأيّام ، وذلك بمصر سنة ١٩٧ ه».
قال أحمد بن سعيد الهمدانى : «أراد ابن وهب دخول الحمّام ، فلما دخل سمع لغط أهلها (٤) ، ورأى شدة حموّها ، فخطر بقلبه (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ)(٥) [فخرّ مغشيّا عليه] فلما أفاق سئل عن ذلك ، فذكر هذا» (٦).
وروى أحمد (٧) عن عبد الرحمن بن وهب قال : «طلب عبّاد بن محمد (٨) عبد الله بن وهب للقضاء ، فتغّيب فى منزل حرملة بن يحيى ، وهدم
__________________
(١) هكذا فى «ص» وهى من التوابل .. وفى «م» : «دفّة» وهى الجانب من أى شيء.
(٢) فى «م» : «ابن حراش» تحريف. وهو : خالد بن خداش المهلبى ، أبو الهيثم ، حدّث عن مالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد ، وابن وهب ، وغيرهم. وثّقه يحيى بن معين ، وابن سعد. وكانت وفاته سنة ٢٢٣ ه.
[انظر رجال صحيح مسلم ج ١ ص ١٨٦ ، والإكمال لابن ماكولا ج ٢ ص ٤٢٨].
(٣) فى «م» : «أحوال» تحريف.
(٤) هكذا فى «م» و «ص» أى : سمع أصوات أهل الحمّام المبهمة المختلطة التى لا تفهم. والحمّام يذكر ويؤنث ، والغالب عليه التأنيث ، فيقال : هى الحمّام.
(٥) سورة غافر ـ من الآية ٤٧.
(٦) ما بين المعقوفتين عن «ص» وساقط من «م».
(٧) هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. ابن أخى عبد الله بن وهب. وفى الكواكب السيارة أن أحمد هذا وأبيه عبد الرحمن مدفونان معا فى قبر بجوار عبد الله بن وهب. [انظر المصدر المذكور ص ٤٥].
(٨) هو عبّاد بن محمد بن حيّان البلخى ، من موالى كندة ، وال ، من ضحايا فتنة الأمين والمأمون ، كانت إقامته بمصر ، ووليها للمأمون سنة ١٩٦ ه ، فأقام بالفسطاط ، وكتب الأمين إلى ربيعة بن قيس الحوفى بالولاية على مصر ، وأن يحارب عبّادا ، فنشبت معارك بين الأميرين وأنصارهما انتهت بالقبض على عبّاد وإرساله إلى الأمين ، فقتله ببغداد سنة ١٩٨ ه.
[انظر الأعلام ج ٣ ص ٣٥٧].