نقول : كان بعض الصالحين المحبين لأهل البيت الطاهرين ، إذا قصد زيارة هذا المشهد ودخل من بابه ، كشف رأسه إجلالا لأهل البيت ، ثم يأتى إلى وجه الضريح ويستدبر القبلة ويقول : السلام عليكم أهل البيت المكرّم ، السلام عليكم نسل النبي المعظّم ، السلام عليكم أهل بيت رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، السلام عليكم يا من سفرت لوامع مجدهم ، السلام عليكم يا من همرت هوامع وفدهم (١) ، السلام عليكم يا من ظهرت أنوار علائهم ، السلام عليكم يا من بهرت آثار نسائهم (٢) ، السلام عليكم يا تحية الشرف الباذخ (٣) ، السلام عليكم يا سلالة المجد الراسخ ، السلام عليكم يا جواهر العلا ، السلام عليكم يا أسياد الملا (٤) ، السلام عليكم ينابيع المكارم ، السلام عليكم سلائل الأكارم ، السلام عليكم ورحمة الله العلىّ ، وتبائع إنعامه وفضله الجلّى ، صلّى الله على جدكم أفضل وأزكى وأنمى وأعلى صلاة صلّاها على أحد من أنبيائه ورسله. ثم يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٥) ثم ينشد بصوت رقيق :
يا بنى الزهراء يا من قدركم |
|
قد سما فى الأرض يا من سدتم (٦) |
يا بنى السّبطين من هم بغيتى |
|
وملوك الأرض أنّى يمّموا (٧) |
من يضاهيكم وطه جدّكم |
|
أهل بيت المصطفى هم أنتم (٨) |
__________________
(١) همرت : سألت وفاضت. والهوامع : الأمطار ، وهذا التعبير كناية عن الكرم والعطاء.
(٢) هكذا فى «م» ، ولعلّه يريد : بهرت أنوار نسائهم ، أى : عمّ نورها وضوءها ، أو فاقت نساؤهم النساء الأخريات فى الحسن والمجد والشرف.
(٣) الباذخ : العالى.
(٤) الملا : الملأ ، ويطلق على الجماعة وعلى أشراف القوم وسراتهم.
(٥) سورة الأحزاب ـ من الآية ٣٣.
(٦) يا بنى الزهراء : يا أبناء فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلم وسما : علا وارتفع.
(٧) يا بنى السبطين : يا أبناء الحسن والحسين ، رضى الله عنهما. ويمّموا : قصدوا.
(٨) يضاهيكم : يشابهكم ويماثلكم فى الرفعة والشرف.