إليه ذات يوم رئيس من اليهود (١) ، فتناظرا ، فقال له رئيس اليهود : فى كتابكم (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ)(٢) هذه يدى أحرّكها ، ليست مغلولة ، فأخرج يده ، وصنع (٣) اليهودى صفقته فى رأسه (٤) ، وكشف الفقيه رأسه وقال : يا يهودى ، خذ عوضها. فقال : كنت أصلب (٥) على ذلك ، قال : فحينئذ يدك مغلولة (٦).
وقيل (٧) : إنّ سلطان مصر دعاه ليداوى امرأة مريضة عنده ، فقال الفقيه : أداويها بنظرها أو بخبرها (٨)؟ فقال السلطان : بل بخبرها. فصار السلطان يخبرها بما قال الشيخ ، وتخبر بما تجده ، وهو يجيب ، فأعجب به السلطان.
وكان فى مجلسه رجل من الشيعة (٩) ، فأراد أن يترجّح على الشيخ بسؤال (١٠) ، فحضّر صورة سؤال ما يأتى ذكره (١١) ، فقال لإنسان : قل
__________________
و ٢٣٢ ، والصلة لابن بشكوال ج ٣ ص ٨٣٨ و ٨٣٩ ترجمة رقم ١٢٧٧ ، وشذرات الذهب ج ٤ ص ٦٢ ـ ٦٤ ، والمغرب فى حلى المغرب ج ٢ ص ٤٢٤ ، ومعجم البلدان ج ٤ ص ٣٠ و ٣١ مادة «طرطوشة» ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ج ١ ص ٣٩١ و ٣٩٢. وانظر «أبو بكر الطرطوشى العالم الزاهد الثائر للدكتور الشيال ـ سلسلة أعلام العرب ، العدد ٧٤].
(١) فى «ص» : «رئيس اليهود».
(٢) سورة المائدة ـ من الآية ٦٤.
(٣) فى «ص» : «وضع».
(٤) أى صفّق على رأسه.
(٥) أصلب : أجمد وأشتد.
(٦) جاء سياق هذه القصة فى «م» و «ص» مضطربا. «وفى الكواكب السيارة ص ٢٥٦ بعد ذلك : أن اليهودى مضى ، فلما أصبح وجد يده مغلولة».
(٧) من قوله : «وقيل» إلى قوله «الحديث» عن «م» وساقط من «ص».
(٨) يعنى : أداويها بطريق مباشر أو بغير مباشر؟.
(٩) هذه القصة وردت فى «م» ، وكانت ركيكة السياق ، وقمنا بتصويب ما بها من تحريفات برغم ما بها من بعض العبارات الغامضة المعنى.
(١٠) أى : يسأله سؤال ليهزه ويغلبه ليتبيّن للناس فضله عليه.
(١١) لعله أراد إغفاله لما فيه من تطاول على أحد كبار الصحابة ، كما يتبين من القصة.