المعروف بشحّاذ الفقراء ، كان إذا رأى فقيرا يمضى إلى الأغنياء ويطلب منهم ، ويأتى بما يتحصّل إلى الفقير ، [ولا يترك لنفسه شيئا](١) ، فقيل : إنه أخذ للفقراء (٢) أشياء كثيرة ، وفرّق فيهم على قدر حاجاتهم (٣) ، فبقى معه فضلة ، فلم يجد فقيرا (٤) يدفعها إليه ، فبنى المسجد المذكور بها.
المسجد المعروف بالكنز (*) : وتحته الكنز ، وكان هذا المسجد صغيرا جدّا ، فهدمه رجل يعرف بأبى الحسن القرقوبى (٥) وبناه.
أخبرنا (٦) أبو الحسن أحمد بن جمرة بن على بن الحسين بن الحسن المعروف بالهورينى قال : كتب إلىّ القاضى أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على القضاعى ، من مصر ، قال : وجدت فى الصحراء ثلاثة مساجد ، منهم مسجد هو غربىّ الخندق وبحرى قبر ذى النون ، وهو الذي بناه أبو الطّاهر ، وأبو الحسن محمد بن على المعروف بابن القرقوبى ـ المذكور آنفا ـ هدمه بعد أن كان صغيرا ووسّعه (٧).
روى عن القاضى أبى جعفر محمد بن سلامة القضاعى عنه أنه قال (٨) : لمّا هدمت هذا المسجد وأمرت بعمارته ، رأيت فى النوم قائلا يقول : على أذرع من هذا كنز (٩). فاستيقظت وقلت : هذا من الشيطان (١٠). ورأيت ذلك
__________________
(١) فى «م» : «للفقير» وما بين المعقوفتين عن «م» وساقط من «ص».
(٢) فى «ص» : «على اسم الفقراء».
(٣) فى «م» : «وفرّق عليهم على قدر الحاجة».
(٤) فى «ص» : «فلم يجد بمصر فقيرا».
(*) فى الكواكب السيارة : «ثم ترجع إلى التربة المعروفة بالكنز». وفى تحفة الأحباب : «ثم ترجع إلى التربة المعروفة بالكنز ، وكان بها مسجد صغير ، وتحته الكنز».
(٥) فى «ص» : «يعرف بالقرقوبى».
(٦) من هنا إلى قوله : «ووسّعه» عن «م» وساقط من «ص».
(٧) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».
(٨) فى «ص» : «روى القضاعى عنه ، قال».
(٩) فى «م» : «ازرع فى هذا المسجد كنزا».
(١٠) فى «م» : «هذا شيطان».