الأشعث بن محمد البصرى ، من أعيان العلماء ، وحوله جماعة من ذرّيّته ، ومعه أخوه عبد الله بن الحسين.
وكان على قبر عمر المذكور لوح من الرخام مكتوب فيه : هذا قبر من أكثر قراءة القرآن فى الدّياجى ، وعمل عمل الأبرار فيما هو إليه صائر ، ولم يزل يترقى فى ذروة الفلاح حتّى عدّ من الأكابر الأبرار.
والدعاء مجاب عند هذه المقبرة ، كما حكى عن بعض مشايخ الزيارة قال : كنت كثير الزيارة لهذه المقبرة ، وكنت كثير القراءة لهذا اللّوح الرخام ، فجئت للزيارة على جارى العادة ، ففقدت اللّوح ، فتألّمت لفقده ، فلما كان الليل رأيت فى منامى رجلا جميلا ذا هيبة حسنة ، فقلت له : من أنت؟ فقال : أنا عمر بن الأشعث ، وإنّى سألت الله فى إزالة تلك الرخامة من على قبرى ، ففعل ، فاسأل عند قبرى ما شئت.
وبهذه التربة قبر الحسين بن الأشعث ، والد عمر المذكور. وعبد الله توفى فى شهر رمضان سنة ٢٩٦ ه. وإلى جانبه قبر ولد ولده عبد الله ، يقال له إبراهيم ، توفى سنة ٣١٠ ه. وإلى جانبهم قبر الفقيه العارف محمد بن محمد ابن عبد الله بن الأشعث ، يكنى أبا بكر ، توفى فى المحرم لإحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ٢٩٢ ه. وإلى جانبهم قبر الفقيه يحيى بن الحسين بن على بن الأشعث ، يكنى أبا العباس ، أحد شهود القاضى أبى محمد عبد الله بن أحمد ابن زين ، توفى سنة ٣٣٥ ه ، وهو معروف بصاحب الدار ، وهو غير صاحب الدار الذي عند المفضل بن فضالة ، والذي عند «سماسرة الخير». ولقّب بصاحب الدّار لأن داره كان ينزل فيها من ورد من القضاة على مصر (١).
وعلى باب تربتهم القبلى قبر الشيخ الصالح جمال الدين عبد الله بن يحيى ابن إسماعيل بن محمد بن الأشعث ، توفى سنة ٢٦٠ ه (٢).
__________________
(١) فى التحفة : كان ينزل فيها القضاة وغيرهم.
(٢) هكذا فى التحفة. وفى «م» : سنة ٢٠٦ ه. والأول هو الصحيح.