٢٩٢ ه (١) نقل ذلك من اللّوح الرّخام الذي كان على قبره.
* * *
ومن بحرىّ قبره قبر به السيدة عائشة ، عرفت بجبر الطّير (٢) ، كان الطّير كثير الإلف لها.
حكى عنها أنها مرّت على رجل شوّاء قد طلع بخروف شواء من تنّور ، فلما رأته بكت ، فظنّ أنها بكت لمّا رأت الشواء وليس لها قدرة على شرائه ، فجاء لها بشىء منه ، فقالت : لم أقصد ذلك ، ولكن نظرت إلى الحيوانات تدخل النار ميتة وأنّ الآدمىّ يدخل حيّا ، ثم بكت حتى غشى عليها ، فلما أفاقت أنشدت (٣) :
كيف الرّحيل بلا زاد إلى وطن |
|
لا ينفع المرء فيه غير تقواه |
من لم يكن زاده التّقوى فليس له |
|
يوم القيامة عذر عند مولاه |
__________________
اشتد خوفه ، وإذا بالحائط انفرجت فخرج منها ، فدخل أصحاب الشرطة الرباط فلم يجدوه ، فخرجوا وقالوا للشيخ : ما وجدنا أحدا ، ثم ذهبوا ، فجاء الشاب إلى الشيخ وقال له : يا سيدى استجرت بك فدللتهم علىّ! قال له : يا بنى ، لو لا الصدق ما نجوت! [انظر تحفة الأحباب ص ١٨٣ ، والكواكب السيارة ص ٨٠].
(١) اختلف فى تاريخ وفاته ، فقال قوم إنه توفى سنة ٢٩٠ ه ، وقيل ٢٩١ ، وقيل ٣٠٠ ، وقيل ٣١٣ ه. [انظر المراجع السابقة ، والسخاوى ص ١٨٣ ، وطبقات الأولياء ص ٩١].
(٢) هكذا فى «م» وفى تحفة السخاوى ، واسمها فيها عائشة بنت هاشم بن أبى بكر البكرية. وفى الكواكب السيارة : عائشة المعروفة ببرء الطير ، قيل : إن الطيور تأتى إلى قبرها وهى متألمة فتبرأ بإذن الله تعالى. وذكرها ابن الزيات بعائشة بنت هشام بن محمد بن أبى بكر البكرى.
[انظر الكواكب السيارة ص ٧٩ ، وتحفة الأحباب ص ١٨٤].
(٣) فى «م» : «وأنشدت تقول شعرا».