اشتغل ببغداد على الكيا الهراسى (١) ، وابن الشاشى (٢) ، ثم رجع إلى إربل ، وبنى له بها الأمير سرفتكين صاحب إربل (٣) مدرسة ، ودرّس الشيخ بها زمانا طويلا. وله التصانيف الحسنة فى التفسير والحديث والفقه وغير ذلك ، وشرح كتاب الألفية لابن مالك ، وله كتاب ذكر فيه ستّا وعشرين خطبة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وكلها مسندة إلى النبي صلّى الله عليه وسلم. واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به وبتصانيفه.
ذكره الحافظ ابن عساكر فى «تاريخ دمشق» وأثنى عليه. وتخرّج عليه (٤) الفقيه ضياء الدين أبو عمرو عثمان بن عيسى بن درباس شارح «المهذب» (٥) وتخرّج عليه أيضا ابن أخيه الشيخ أبو القاسم نصر بن عقيل ، وكانت ولادته سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، وتوفى سنة سبع وستين وخمسمائة ، ودفن بمدرسته بإربل فى قبّة منفردة ، وقبره يزار.
ولمّا توفى الشيخ تولى التدريس فى المدرسة التى بنيت ابن أخيه ، ثم خرج إلى الموصل وسكن بظاهرها بجوار رباط المغربى ، وقرر له صاحب الموصل راتبا (٦) ، ولم يزل هناك إلى أن توفى فى ثالث عشر ربيع الآخر (٧) سنة تسع عشرة وستمائة (٨).
__________________
(١) [انظر ترجمته فى الوفيات ج ٣ ص ٢٨٦ ـ ٢٩٠].
(٢) فى المصدر السابق : وافى بها ـ ببغداد ـ عدّة من مشايخها.
(٣) فى الوفيات : «نائب صاحب إربل» [انظر المصدر السابق ج ٢ ص ٢٣٩].
(٤) فى «م» : «تخرّج به». والعبارة هنا لابن خلكان.
(٥) فى «م» : «المذهب» تحريف ، والتصويب من الوفيات ، ج ٢ ص ٢٣٨ وج ٣ ص ٢٤٢.
(٦) فى «م» : «مرتب».
(٧) فى «م» : «الآخرة» لا تصح.
(٨) أى كانت وفاته بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بأربع سنين ، وقد علقنا على ذلك من قبل [انظر : ص ٤٣٧ ، الهامش رقم (١) ، وص ٤٦٤ ، الهامش رقم (١) ، وص ٤٦٩ ، الهامش رقم (١).