وروى الربيع بن سليمان قال : رأيت الشافعىّ رضى الله عنه فى النوم بعد موته فقلت له : ما فعل الله بك؟ قال : أجلسنى على كرسّى من ذهب ونثر علىّ اللّؤلؤ الرّطب.
قال الشافعى رضى الله عنه : عرض علىّ مالك أربع مرات ، ولو شئت أن أكتبها كتبتها (١).
قال الربيع (٢) بن سليمان : سمعت الشافعى يقول : «قدمت على مالك ابن أنس وقد حفظت الموطّأ ظاهرا ، فقلت : أريد أن أسمع منك الموطّأ. فقال : اطلب من يقرأ لك. فقلت : لا عليك أن تسمع قراءتى ، فإن خفت عليك وإلّا طلبت من يقرأ لى. فقال : اقرأ. فقرأت صفحة من الكتاب ثم سكتّ. فقال لى : اقرأ ـ وفى رواية : فقال : هيه ـ فقرأته عليه ، وكان ربّما قال لى : أعد حديث كذا». وأعجبت مالك قراءته وقال : «إن يكن أحد يفلح فهذا الغلام». ولازمه الشافعى مدّة وانتفع به.
ثم توجه الشافعى رحمه الله إلى بغداد سنة ١٩٥ ه (٣). وروى [عنه] أحمد بن محمد الحنبلى الشيبانى (٤) ، وسليمان بن داود الهاشمى ، وأبو ثور إبراهيم ابن خالد ، والحسين بن على [الكرابيسى](٥) ، والحسن بن محمد بن الصباح
__________________
(١) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «عرض مالك كتبه أربع عرضات وأنا حاضر ، ولو شئت أن أكتبها إملاء لكتبتها».
(٢) من قوله : «قال الربيع» إلى قوله : «صلاة النافلة» عن «م» وساقط من «ص».
(٣) أقام الشافعى ببغداد سنتين ، ثم خرج إلى مكة ، ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة ، فأقام بها شهرا ، ثم خرج إلى مصر ، وكان وصوله إليها فى سنة تسع وتسعين ومائة ـ وقيل : سنة إحدى ومائتين ـ ولم يزل بها إلى أن توفى سنة ٢٠٤ ه.
[انظر الوفيات ج ٤ ص ١٦٥].
(٤) هو الإمام أحمد بن حنبل تلميذ الإمام الشافعى. وما بين المعقوفتين من عندنا.
(٥) ما بين المعقوفتين عن تاريخ بغداد ج ٢ ص ٥٧.