كما ذكر بعضهم حاكيا عن المزنّى : ناحت الجنّ ليلة مات الشافعىّ. ودفن ـ رضى الله عنه ـ بمقبرة بنى عبد الحكم. قال الفضل بن أبى نصر : قرأت على قبر الشافعى ـ رضى الله عنه ـ بمصر ، فى مقابر بنى عبد الحكم.
وعلى جانب القبر : هذا ما شهد محمد بن إدريس : أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ويشهد أنّ الجنّة حق ، والنار حق ، والموت حق ، وأنّ الله يبعث من فى القبور. على هذه الشهادة حيى محمد بن إدريس ، وعليها مات ، وعليها يبعث إن شاء الله من الآمنين.
اللهمّ اغفر ذنبه ، ونوّر قبره (١) ، واحشره مع نبيّه صلّى الله عليه وسلم ، واجعله من رفقائه ، آمين يا ربّ العالمين.
وقال أبو عبد الله الحسن بن جعفر الورّاق ببغداد : قرأت على حجر عند قبر الشافعى من جهة رأسه بيتين ، وهما فى نفس الحجر :
قد وفينا بنذرنا يا بن إدريس (م) |
|
وزرناك من بلاد العراق |
وقرأنا عليك ما قد حفظنا |
|
من كلام المهيمن الخلّاق |
وحدّثونا أنّ إنسانا من أهل العراق ، من أجلّة الفقهاء ، نذر بالعراق أن يخرج إلى مصر ، ويختم عند قبر الشافعى أربعين ختمة ثم يرجع ، فخرج مسافرا ، وختم أربعين ختمة ، وحفر هذين البيتين فى الحجر المنصوب على رأس القبر.
وقيل : لمّا دفن الشافعى وقف المزنى على قبره وقال :
سقى الله هذا القبر من أجل من به |
|
من العفو ما يغنيه عن طلل المزن |
فقد كان كفوا للعداة ومعقلا |
|
وركنا لهذا الدّين ، بل أيّما ركن |
__________________
(١) فى «م» : «قلبه».