وأهيف معسول المراشف خلته |
|
وفى وجنتيه للمدامة عاصر (١) |
يسيل إلى فيه اللّذيذ مدامة |
|
رحيقا وقد مرّت عليه الأعاصر (٢) |
فيسكر منه عند ذاك قوامه |
|
فيهتزّ تيها والعيون فواتر (٣) |
كأنّ أمير النّوم يهوى جفونه |
|
إذا همّ رفعا خالفته المحاجر (٤) |
خلوت به من بعد ما نام أهله |
|
وقد غابت الجوزاء واللّيل ساتر (٥) |
فوسّدته كفّى وبات معانقى |
|
إلى أن بدا ضوء من الصّبح سافر (٦) |
فقام يجرّ البرد منه على تقى |
|
وقمت ولم تحلل لإثم مآزر (٧) |
كذلك أحلى الحبّ ما كان فرجه |
|
عفيفا ووصل لم تشنه الجرائر (٨) |
* * *
وبالحوش المذكور قبر يوسف بن يوسف ، المكنى أبا سهل القصيرى ، الأديب ، تولى تدريس الحديث بالمدرسة الكاملية ، وكان قليل الرواية ، وتوفى بالمدرسة الكاملية المذكورة.
__________________
(١) الأهيف : دقيق الخصر والضامر البطن. والمراشف : الشفاه ، أو جمع مرشف ، ويطلق على موضع الرشف. والمدامة : الخمر.
(٢) فيه : فمه.
(٣) العيون الفواتر : التى فيها ضعف وانكسار ، وهذا مستحسن فيها.
(٤) فى «م» : «أمير القوم». ومحاجر العين : ما أحاط بها.
(٥) فى المصدرين السابقين «غارت» مكان «غابت» وهى بمعناها.
(٦) فى «م» : «وباب» مكان «وبات» تحريف.
(٧) فى «م» : «البر» مكان «البرد» خطأ ، والصواب ما أثبتناه من المصدرين السابقين.
(٨) لم تشنه : لم تعبه ، وفى الفوات : «لم تشبه» وهى بمعناها. والجرائر : جمع جريرة ، وهى الجناية والذنب وكل ما يعاب.