وتشير بإصبعك إلى القبر ، ويكون ذلك قبل طلوع الشمس. ثم تقول : «اللهمّ اجعل ثواب القراءة والصّلاة للشيخ أبى الحسن الدينورى صاحب هذا القبر».
ثم تنزع ثيابك ، وتجعل فى وسطك سراويل ، وتتمرّغ (١) على القبر ، وتجعل رجليك خارج القبر (٢) ، فإنك تحج إن شاء الله تعالى. وإيّاك أن تكذب أو تجعله على سبيل التجربة ، فإنّك لا تنتفع به (٣).
وحكى أنّ العادل بن السّلّار (٤) ـ قبل وزارته ـ استدعاه الأمير حسن بن الحافظ [الخليفة الفاطمى](٥) للقتل ، وكان فى تلك الليلة قد قتل أربعين أميرا فى القصر الغربّى ، وكان العادل إذ ذاك ساكنا بمصر القديمة (٦) ، فقال للموكّلين به : أريد منكم الإنعام علىّ بزيارة القرافة ، قبل أن أطلع إلى القرافة (٧) ، فإن حضر
__________________
(١) هذه الفقرة وردت فى «م» بضمير الغائب لا المخاطب ، هكذا : «ثم ينزع ثيابه ويجعل فى وسطه سراويل ، ويتمرغ ...» الخ.
(٢) فى «ص» : «خارجا عن القبر».
(٣) فى «م» : «وليحذر أن يكذبه ، أو يجعل ذلك سببا للتجربة ، فإنه لا ينتفع به». ويقول ابن الزيات معلقا على هذا : «وهذا أغرب ما رأيته فى تاريخ ابن عثمان» يعنى مؤلف مرشد الزوار.
[انظر الكواكب السيارة ص ٢٨٨].
(٤) عرف فى تاريخ الدولة الفاطمية بلقب الملك العادل سيف الدين ناصر الحق ابن السلّار ، وكان سنّيّا مغاليا ، وقد هيأ لرجوع المذهب السّنّى إلى مصر ، وكان شافعى المذهب ، وهو من أصل كردىّ ، وقد نشأ فى القاهرة وشغل مناصب مختلفة فى الوجه القبلى وتدرج فيها حتى ولى الوزارة فى عهد الخليفة الظافر فى رجب سنة ٥٤٣ ه. وقد اعتمد الخليفة الظافر فى الكيد لابن السلّار واغتياله سنة ٥٤٨ ه على يد نصر بن عباس ، وهو شاب من أخص خواصه. [انظر تاريخ الدولة الفاطمية للدكتور حسن إبراهيم ص ١٨٠ ـ ١٨٥ ، والدولة الفاطمية فى مصر للدكتور أيمن فؤاد ص ٢٠٨ ـ ٢١٢ وغيرها من الصفحات].
(٥) ما بين المعقوفتين عن «م». [وانظر المصدر الأخير ص ١٩٠ ـ ١٩٢].
(٦) فى «ص» : «وكان مسكن العادل مصر».
(٧) فى «ص» : «فسأل المستخدمين أن يمكنوه من زيارة الشيخ أبى الحسن فى طريقه» ومعنى قوله : «قبل أن أطلع القرافة» أى : قبل أن أقتل.