أجلى كان آخر العهد بتلك الأماكن ، وإلّا فأكون قد حصلت على خير بزيارتى لقبور الصّالحين.
قال : ففعلوا ما أمرهم به ، وزار قبور المشهورين فى الجبّانة إلى أن جاء إلى قبر أبى الحسن الدّينورىّ ، فقرأ شيئا من القرآن ، وتوسّل إلى الله فى خلاصه وبكى ، ثم خرج مع القوم ، فرأى فى دهليز التربة رجلا يبكى ويستغيث ، فسأله عن سبب بكائه ، فقال : اجتمع علىّ دين ، وقال أهلى : امض إلى قبر الشيخ أبى الحسن فتوسّل إلى الله فى وفاء دينك. قال : فدفع له دنانير وذهب إلى القاهرة ، ودخل إلى القصر ، فأخبر الأمير بمجيئه ، فقال : يمضى ، فقد ولّيته «مصر» وعفوت عنه (١).
__________________
(١) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «وقال إن حضرت [أى : ساعة وفاتى] فأكون قد تبركت بهذه الأماكن. ودفع لهم شيئا ، فأتوا به إلى القرافة ، فجاء إلى القبر [أى : قبر أبى الحسن الدينورى] ولقى عنده رجلا ، فقال : ما يقعدك هاهنا فى هذا الوقت؟ فقال : اجتمع علىّ دين ، وقال لى أهلى : امض إلى قبر الشيخ أبى الحسن الدينورى. فأعطاه دينارين ، ودخل معهم ، فشاوروا عليه ، فقيل لهم : يمضى ويتولى مصر ، فقد عفونا عنه».