الكتب ، وكتب الحواشى عليها بالأحمر ، وله على صحاح الجوهرى حواش أخذ فيها عليه ، وشرح بعضه فيها ، وزيادات أخلّ بها ، ولو تمّت لكانت (١) عجيبة.
وكان مع علمه وغزارة فهمه ذا غفلة (٢) ، وسلامة صدر ، وكان لا يهتم بهيئته (٣).
يحكى المصريون عنه حكايات عجيبة ، منها : أنه اشترى لحما وخبزا وبيضا وحطبا وحمل الجميع فى كمّه ، فلما جاء (٤) إلى منزله وجد أهله قد ذهبوا لبعض شأنهم والباب مغلقا ، فتقدم إلى كوّة (٥) هناك تنفذ إلى داره ، فجعل يلقى منها الشيء بعد الشيء ، ولم يفكر فى تكسير البيض وأكل اللّحم والخبز إذا خلت به الدار.
وحكى أحدهم عنه أنه اشترى عنبا وجعله فى كمّه (٦) ، وجعل عليه المحفضة (٧) حتى جرى ماء العنب على رجليه ، فقال لى : أتحسّ المطر؟! فقلت : لا!
فقال : فما الذي ينقط على رجلى؟ فتأمّلته فإذا هو من العنب ، فأخبرته فخجل واستحى.
ويحكون عنه من الحذق (٨) وحسن الجواب عمّا يسأل عنه ، ومواضع المسائل من كتب العلماء ممّا يتعجّب منه ، فسبحان الجامع بين الأضداد!
__________________
(١) فى «م» : «كانت».
(٢) يعنى : فى غير العلم.
(٣) فى «م» : «وكان وسخ الثوب ، زرىّ الهيئة».
(٤) فى «م» : «وجعل يحادثنى ، وهو جاء ...».
(٥) الكوّة : الفتحة فى الجدار (كالنافذة والطاقة).
(٦) وردت هذه العبارة فى «م» هكذا : «وحكى أنه عنبا وجعل فى كمه» وهى محرفة وسقط منها الفعل (اشترى).
(٧) المحفضة : وعاء المتاع ، كالغرارة ونحوها.
(٨) الحذق : المهارة.