وكان إليه التصفح (١) فى ديوان الإنشاء ، لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحى إلّا بعد أن يتصفحه ويصلح ما فيه من خلل خفّى ، كما كان يفعل ابن بابشاذ (٢).
وكان مقيما بمعرفة كتاب «سيبويه» (٣) وعلله ، قيّما باللغة والشواهد.
وقرأ عليه جماعة ، منهم : أبو العباس أحمد بن الحطيئة ، وكان ثقة ، وأبو موسى الجزولى (٤) من تلامذته ، وأجاز جماعة ممّن أدرك (٥) عصره من المسلمين. قال الشيخ شمس الدين محمد بن خلّكان : قرأت ذلك بخطّ أحمد ابن الجوهرى عن خطّ حسن بن عبد الباقى الصّقلّى ، عنه.
وله مقدمة سمّاها «اللباب» (٦) ، وحواشيه على الصّحاح فى مجلّدين ، وصل فيه إلى «قوش» من باب الشين المعجمة ، وهو ربع الكتاب ، وكمّل عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأنصارى البسطى إلى آخر الكتاب ، فجاءت التكملة فى ستة (٧) مجلدات ، فصار جملة المصنّف ثمانية (٨) مجلدات ، واسم هذا الكتاب : «التنبيه والإيضاح عمّا وقع فى كتاب الصّحاح» (٩). وهو جيّد للغاية.
__________________
(١) أى : القراءة والمراجعة.
(٢) فى «م» : «كما كان ابن بابشاد». وقد سقطت هذه الفقرة من الناسخ سهوا كما يوحى بذلك السياق ، وقد أثبتناها من «الوفيات» وهو المصدر الذي استمد منه الكاتب مادته [انظر المرجع المذكور ج ٣ ص ١٠٨].
(٣) فى المصدر السابق : «وكان عارفا بكتاب سيبويه».
(٤) هكذا فى الوفيات .. وفى «م» : «والجزولى».
(٥) فى «م» : «وأجاز لجماعة من أدرك» فيها تحريف.
(٦) فى كشف الظنون (ص ٧٤١) أن اسمه : «اللباب على ابن الخشّاب» ، وهو ردّ على حاشية ابن الخشاب على درّة الغواص [انظر إنباه الرواة ص ١١١ ـ حاشية].
(٧) فى «م» : «ست» لا تصح لغة.
(٨) فى «م» : «ثمان» مثل سابقتها.
(٩) هكذا الاسم فى معجم المؤلفين ، وإشارة التعيين ، وغيرهما .. وفى «م» : «التنبّه والإفصاح عمّا وقع فى حواشى الصحاح». وما أثبتناه قاله القفطىّ وغيره.