قبر الأمير أحمد بن طولون (١) :
بين مشهد السيدة [نفيسة](٢) صلوات الله على جدها وأبيها ، وعلى سائر أقاربها وذرّيتها ، وبينها وبين وادى موسى عليه السلام تربة صغيرة بين الجدران (٣) بها قبر أبى العباس أحمد بن طولون أمير مصر. [وهو أبو العباس أحمد بن طولون التركى ، أمير الشام والثغور. ولّاه المعتز بالله مصر ، ثم استولى على دمشق ، والشام ، وأنطاكية ، والثغور فى مدة شغل الموفق بن المتوكل بحرب صاحب الزنج](٤).
وكان أحمد عادلا ، جوادا ، شجاعا ، متواضعا ، حسن السيرة ، صادق العزيمة (٥) ، يباشر الأمور بنفسه ، ويعمر البلاد ، ويتفقد أحوال رعاياه (٦) ، ويفحص عن أخبارهم ، ويحب أهل العلم ، ويدنى مجالسهم (٧) ، وكانت له مائدة يحضرها كل يوم العامّ والخاصّ ، ويحضرها الأكابر والعلماء ، وسائر الناس.
وكان كثير الأفضال ، وافر الإنعام ، وكان له فى كل يوم صدقة ، وفى كل شهر ألف دينار للصّدقة ، فقال له وكيله : إنى تأتينى المرأة وعليها الإزار ، وفى يدها خاتم الذهب ، وتطلب منى ، أفأعطيها (٨)؟ فقال له : من مدّ يده إليك فأعطه (٩).
__________________
(١) [انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ج ١ ص ١٧٣ و ١٧٤ ، والولاة والقضاة ص ٢١٢ وما بعدها ، وانظر الكواكب السيارة ص ٢٧٦ ـ ٢٧٩.
(٢) ما بين المعقوفتين عن «ص».
(٣) فى «ص» : «بين الخندق والجدران».
(٤) ما بين المعقوفتين عن «م» وساقط من «ص».
(٥) قوله : «صادق العزيمة» عن «م».
(٦) فى «ص» : «ويتفقد رعاياه» وسقط منها قوله : «ويعمر البلاد» فهو عن «م».
(٧) فى «م» : «بحالتهم» مكان «مجالسهم» تحريف.
(٨) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «فأعطها» خطأ.
(٩) فى «م» : «أعطه».