وبنى (١) الجامع المنسوب إليه بظاهر القاهرة. قال القضاعى فى كتاب الخطط : شرع فى عمارته سنة ٢٦٤ ه ، وأنفق على عمارته مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار (٢) ، وكانت نفقته فى كل يوم ألف دينار.
وحسّن له بعض التجار التجارة ، فدفع له خمسين ألف دينار ، فرأى فى النوم كأنّه يمشّش عظما (٣) فقال له المعبّر (٤) : لقد سعت (٥) همّة مولانا بما لا يشبه خطره (٦). فأخذ الذّهب من التّاجر وتصدّق به.
وكان صحيح الإسلام [برغم](٧) أنه كان طائش السّيف ، سفّاكا للدّماء. قال القضاعى : أحصى من قتلهم (٨) جهرا فكان جملتهم مع من مات [فى حبسه](٩) ثمانية عشر ألفا.
وعن محمد بن على الماذرائى (١٠) قال : كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخا يلازم القبر (١١) ، ثم إنّى لم أره مدّة ، ثم رأيته بعد ذلك ، فسألته عن ذلك ، فقال : كان له علينا بعض العدل ـ إن لم يكن الكل ، فأحببت أن أصله بالقراءة. قلت : فلم انقطعت؟ قال : رأيته فى النوم وهو يقول : أحبّ ألّا تقرأ عندى ، فما تمرّ بى آية إلّا قرعت بها وقيل لى : أما سمعت هذه؟!
__________________
(١) من هنا إلى قوله : «سبعة عشر يوما» ـ بعد ذلك ـ عن «م» وساقط من «ص».
(٢) هكذا فى «م» والوفيات ، والتحفة [انظر تحفة الأحباب ص ٩٣].
(٣) فى «م» : «يمشمش» عامية ، ومعنى يمشش العظم ، أى : يستخرج منه المخ.
(٤) فى «م» : «العابر» لا تصح. والمعبر : مفسّر الأحلام. وقد مرت.
(٥) فى «م» : «سمعت» تحريف.
(٦) أى : بما لا يناسب مكانته.
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة لم ترد فى «م».
(٨) فى «م» : «قتله» تحريف.
(٩) ما بين المعقوفتين عن الوفيات.
(١٠) فى «م» : «الماردانى». سبق التعليق عليها.
(١١) فى الكواكب السيارة : «شيخا عند قبره يقرأ القرآن ملازما للقبر».