٧ ـ قيمة الكتاب
عنى بكتاب الأفعال لابن القوطية من بين من عنى به عالمان كبيران : أحدهما «أبو عثمان السرقسطى» الذى نخرج كتابه محققا للمرة الأولى ، والثانى عالم من علماء الأندلس كذلك جاء بعد «أبى عثمان» ، وقد درس كل من العالمين كتاب الأفعال لابن القوطية ، وهذباه ، وتلافيا ما اختل على صاحبه فيه ، ولا نعرف من كتب الأفعال التى استقلت بدراستها كتبا تحتفظ بها المكتبة العربية غير هذه الكتب الثلاثة ، وقد طبع كتاب ابن القوطية مرة فى «ليدن» سنة (١٨٩٤ م) وأخرى فى القاهرة سنة (١٩٥٢ م)
وطبع كتاب ابن القطاع فى «حيدراباد» سنة (١٣٦٠ ه).
وقد تبين لنا من الموازنة بين هذه الكتب الثلاثة أن كتاب أبى عثمان المعافرى ، وكتاب ابن القطاع أوسع وأشمل كتابين تحتفظ بهما المكتبة العربية فى الأفعال.
وأن كتاب «أبى عثمان» أوفى وأكمل كتاب فى الأفعال يقدم حتى الآن إلى مكتبتنا العربية ، فقد بسط فيه كتاب ابن القوطية ، وتلافى ما اختل منه ، وألحق فيه ما ترك ، ونقل كل فعل إلى حيث يجب أن يكون ، ونسب كل قول إلى قائله ، وكل رواية إلى صاحبها ، وانفرد بما لا يحصى من شواهد الشعر قصيده ورجزه ، والقرآن الكريم ، والحديث ، والأمثال ، وفصيح الكلام العربى ، وفسر الغريب ، وشرح المعمّى ، وحدد القراءات ، وعنى بشروح الحديث ، وروى مضرب الأمثال ، والطرف والنوادر ، وأغنى كتابه بالظواهر الأدبية ، والفوائد اللغوية ، والنحوية ، والصرفية ، والعروضية ، والاشتقاقية ، واهتم بذكر أيام العرب ، ولغات قبائلها ، واللغات الدخيلة عليها. كما تبين لنا أن «أبا عثمان سعيد بن محمد المعافرى القرطبى ثم السرقسطى المعروف بابن الحداد» كان ـ رحمهالله ـ عالما ، حافظا ، إماما فى اللغة ، والنحو ، والتصريف ، والأدب وعلوم القرآن والحديث.