(د)
منهج التحقيق
من أجل الوصول إلى نسخة صحيحة ـ ما أمكن ـ من كتاب الأفعال لأبى عثمان المعافرى ، وحتى يظهر الكتاب فى صورة تتفق هى ومكانة هذا العالم العامل المجاهد سرت فى منهج التحقيق على النحو الآتى :
(١)
بحثت ما وسعنى البحث عن نسخ الأفعال فى مكتباتنا العربية ، ومكتبات العالم مستعينا بفهارس الكتب ، وكتب التراجم ، وجمعت النسختين اللتين عثرت عليهما من الكتاب ، وأرجح أنهما النسختان الوحيدتان الباقيتان حتى الآن من هذا الأثر النفيس ، ونسخت النسخة التى اخترتها أصلا ـ بنفسى ـ وعارضتها بعد النسخ معارضة دقيقة بالنسخة المصورة التى نقلت منها ، حتى أطمئن إلى عدم وجود سقط أو إضافة عند النسخ.
ثم عارضت هذه النسخة بالنسخة المصورة الأخرى التى عثرت عليها معارضة غاية فى الدقة ، وسجلت الفروق بين النسختين تسجيلا دقيقا وافيا أملا فى قرب النسخة المحققة ما أمكن من الكمال ، وتصوير النسختين كان سببا فى الحد من ظاهرة السقط والإضافة التى يسببها فعل النقلة الذين يتداولون نسخ الكتاب.
(٢)
استعنت بكتاب الأفعال لأبى بكر محمد بن عمر بن القوطية ؛ لأنه الأصل الذى اتخذه «المعافرى» أساسا لكتابه ، وكذلك بكتاب الأفعال لأبى القاسم على بن جعفر السعدى المعروف بابن القطاع ؛ لأنه أيضا جعل كتاب ابن القوطية أساسا لكتابه ، وجعلت الكتابين أصلين مساعدين فى التحقيق ورمزت لكتاب ابن القوطية بالرمز «ق»