والمجموعات التى تحصر أنواع التصريفات المختلفة للأفعال فى كل من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
أما لغتنا العربية ، بمالها من تطور عظيم ، واتساع وتقدم ، فلها نصيبها من هذه الميزة التى هى فى حقيقتها صعوبة ـ صعوبة المجد والرقى ـ فمن ذلك تحديد صيغ الفعل الثلاثى الذى هو أساس لصيغ الزيادة (إذا استثنينا القلة العددية للفعل الرباعى الأصل). وأفعالنا الثلاثية تحتاج إلى علم واسع ، وجهد عظيم ، لتحديدها ـ فى صيغتها ومعانيها ـ «فالبطاقة الشخصية» لكل فعل تحتوى على بنيته أو صيغته فى أحد الأبواب الستة المعروفة (وأحيانا خارج نطاقها) ، كما تحتوى على تحديد وظيفته ، لزوما وتعدّيا ، ثم على الدلالات التى يعبر عنها.
وأشير هنا إلى ضبط بنية الفعل بقليل من الأمثلة التى تدل على مدى الحاجة إلى حصر الأفعال وتحديد ضبط كل منها ، ولو لم يكن لكل فعل إلا بنية واحدة فى أحد الأبواب الستة للفعل الثلاثى لكان هذا كافيا فى وجوب تحديد هذه البنية أو الصيغة التى لا سبيل إلى معرفتها إلا بالتوقيف والتعليم ، (وإن يكن هناك ما يشبه الضوابط للاهتداء إلى بعضها) ، فكيف الحال ومئات الأفعال لها أكثر من صيغة واحدة فى أحد الأبواب الستة!.
فمما يأتى من بابين مثلا : نشأ ينشأ (من باب فتح) ، ونشؤ ينشؤ (من باب شرف) ؛ وهزىء يهزأ (من باب سمع) ، وهزأ يهزأ (من باب منع) ؛ وبصر يبصر (من باب شرف) ، وبصر يبصر (من باب فرح).
ومما يأتى من ثلاثة أبواب : بطر (من باب فرح ، ومن باب نصر ، ومن باب ضرب) ؛ وفطن (من باب فرح ، ونصر ، وشرف) ؛ ونعم (من باب فرح ، ونصر ، وضرب) ؛ وفضل (من باب نصر ، وفرح ، ثم فضل يفضل من غير باب).