وكانت هندٌ بنت عتبة جَعَلتْ لوحشيٍ جُعْلاً على أن يَقْتُل رسولَ اللة صلّى اللة عليه وآله أو أميرَالمؤمنين علي بن أبي طالب أو حمزةَ بن عبد المطّلب عليهماالسلام فقال لها : أما محمّد فلا حيلة لي فيه ، لاّنّ أصحابه ( يُطيفون به ) ، وأما عليّ فإنّه إذا قاتل كان أحذَر من الذِئب ، وأمّا حمزة فإني أطْمَع فيه ، لأنه إذا غَضِب لم يُبْصِر بين يديه.
وكان حمزة ـ يومئذ ـ قد أعْلَمَ بريشةِ نَعُامة في صدره ، فكَمن له وحشي في أصل شجرة ، فرآه حمزة فبدر اليه بالسيف فضربه ضربةً أخطأت رأسَه ، قال وحشي : وهَزَزتُ حَرْبتي حتّى إذا تمكّنت منه رميته ، فأصبتهُ في أُربِيّته (١) فأنفذتُه ، وتركتهُ حتّى إذا برد صِرت إليه فاخذت حَربتي ، وشُغِل عني وعنه المسلمون بهزيمتهم.
وجاءت هند فأمَرَتْ بشَقّ بطن حمزة وقطع كَبده والتمثيل به ، فجَدَعوا أنفه واُذَنَيْه ومَثّلوا به ، ورسولُ الله صلىاللهعليهوآله مشغولٌ عنه ، لا يَعْلَم بما انتهى إليه الأمرُ.
قال الراوي للحديث ـ وهو زيد بن وَهْب ـ قلت لابن مسعود : انهزم الناس عن رسول الله حتّى لم يبقَ معه إلاّ علي بن أبي طالب عليهالسلام وأبو دُجانَة وسهل بن حًنَيْف؟!
قال : انهزم الناس إلاّ علي بن أبي طالب وحده وثاب الى رسول الله صلىاللهعليهوآله نفر ، وكان أولهم عاصِم بن ثابت وأبو دُجانة وسَهْل
ــــــــــــــــــ
(١) فيه هامش « ش » : ثُنّته وكلاهما معنى واحد ، وهي ما بين السرة والعانة. « الصحاح. ثنن ـ ٥ : ٢٠٩ ».