«إن» النافية : زعمت إن الصفح الجميل ضارّ (أى : ما الصفح الجميل ضارّ) ومثال «لا» النافية : ألفيت لا الإفراط محمود ولا التفريط (١).
(د) الاستفهام (٢) ؛ وله صور ثلاث : أن يكون أحد المفعولين اسم استفهام ، نحو : علمت أيّهم بطل؟ أو يكون مضافا إلى اسم استفهام ؛ نحو : علمت صاحب أيّهم البطل؟ أو يكون قد دخلت عليه أداة استفهام ؛ نحو : علمت أعلىّ مسافر أم مقيم؟ وأعلم هل الشتاء أنسب للعمل من الصيف (٣)؟ وقولهم لظريف : لا ندرى أجدّك أبلغ وألطف ، أم هزلك أحبّ وأظرف؟
__________________
ـ (التزم التعليق عن العمل فى اللفظ إذا وقع الفعل قبل شىء له الصدر ؛ كما إذا وقع قبل «ما» النافية ؛ نحو قوله تعالى (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) وقبل «إن ـ ولا» النافيتين فى جواب قسم ملفوظ أو مقدر) اه.
وقد استدرك الصبان فقال ما نصه :
(قوله فى جواب قسم .. قيل الصحيح أنه ليس بقيد. لكن فى «المغنى» ما يظهر به وجه التقييد ؛ حيث نقل فيه أن الذى اعتمده سيبويه أن «لا» النافية إنما يكون لها الصدارة حيث وقعت فى صدر جواب القسم. وقال فى محل آخر : «لا» النافية فى جواب القسم لها الصدر : لحلولها محل ذوات الصدر ؛ كلام الابتداء و «ما» النافية .. اه و «إن» مثل : «لا») اه كلام الصبان.
(١) الإفراط : المبالغة فى إعداد الشىء حتى يتجاوز حدوده المحمودة. والتفريط : الإهمال فيه. فهما نقيضان.
(٢) لأن الاستفهام له الصدارة ، فلا يعمل ما قبله فيما بعده (كما سبق ، إلا إن كان ما قبله حرف جر ؛ نحو : ممن علمت الخبر؟ ـ بم جئت؟ ـ عم يتساءلون؟ ـ على أى حال كنت؟ ..
أو كان ما قبله مضافا واسم الاستفهام مضاف إليه ، نحو : صديق من أنت؟ ...)
وجدير بالتنويه أن التعليق بالاستفهام ليس مقصورا على أفعال هذا الباب القلبية ـ كما أشرنا فى رقم : ١ من هامش ص ٢٦ ؛ وسيجىء البيان فى ص ٣٥ ـ
(٣) عرض بعض النحاة لهذه الصور الثلاث بشىء من التفصيل ، فقال : إن الاستفهام قد يكون بالحرف نحو قوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ.) أو بالاسم الواقع مبتدأ مباشرة ، نحو : ستعلم أىّ الرأيين أفضل؟ أو يكون المبتدأ مضافا إلى اسم الاستفهام ؛ نحو : علمت أبو من صالح. أو يكون اسم الاستفهام خبرا ؛ نحو علمت متى السفر. أو يكون الخبر مضافا إلى اسم الاستفهام ؛ نحو : علمت صباح أىّ يوم قدومك. أو يكون اسم الاستفهام فضلة ؛ نحو : علمت أىّ كتاب تقرأ. وقول الشاعر :
حشاشة نفس ودّعت يوم ودّعوا |
|
فلم أدر أىّ الظاعنين أشيّع |
ومما سلف يتبين أن الاستفهام قد يكون حرفا فاصلا بين العامل والجملة ، وقد يكون اسما فضلة ، وقد يكون اسما عمدة ، سواء أكان العمدة مبتدأ مباشرة للاستفهام ، أم خبرا مباشرة كذلك. وسواء أكان العمدة مبتدأ مضافا والاستفهام هو المضاف إليه أم خبرا مضافا والاستفهام هو المضاف إليه.