والأصل : أتقول بنى لؤى جهالا ...
وبمعمول معموله : ـ أللأمن ـ تقول : العدل ناشرا. والأصل : ناشرا للأمن.
فإذا اختل شرط من الشروط السابقة لم يكن «القول» بمعنى : «الظن» فلا ينصب مفعولين مثله ، ولا يخضع للأحكام الأخرى التى يخضع لها «الظن» وإنما يكون بمعنى : «النطق والتلفظ» ؛ فينصب مفعولا به واحدا لا محالة.
أما إذا استوفى شروطه مجتمعة فيجوز أن يكون كالظن معنى وعملا ، على التفصيل الذى شرحناه. ويجوز ـ مع استيفائه تلك الشروط كاملة ـ أن يكون بمعنى : «النطق والتلفظ» فينصب مفعولا به واحدا فقط ، وعندئذ يتعين أن يكون الاسمان بعده مرفوعين حتما ـ كما سلف ـ ويتعين إعرابهما مبتدأ وخبرا فى محل نصب ، لتسد جملتهما مسد المفعول به. فالأمران جائزان عند استيفائه الشروط (١). ولكن لكل منهما معنى وإعراب يخالف الآخر. والمتكلم يختار منهما ما يناسب المراد. فيصح : أتقول : الطائر مرتفعا؟ كما يصح : أتقول : الطائر مرتفع؟ بنصب الاسمين معا ، أو برفعهما على الاعتبارين السالفين المختلفين (٢) ؛ طبقا للمعنى المقصود. وهناك رأى آخر مستمدّ من لغة قبيلة عربية اسمها : سليم ، وملخصه : أن القول ـ ومشتقاته ـ إذا كان معناه : «الظن» فإنه ينصب مفعولين مثله ، وتجرى عليه بقية أحكام «الظن» بغير اشتراط شىء من تلك الشروط الخمسة أو غيرها ، فالشرط الوحيد عندهم أن يكون معناه : «الظن» (٣) فإن لم يتحقق هذا الشرط يكن معناه ـ فى الغالب ـ «النطق المجرد والتلفظ» ، وينصب مفعولا به واحدا ، ولهذا يجب رفع الاسمين بعده ، واعتبار جملتهما الاسمية فى محل نصب تسدّ مسدّ مفعوله.
__________________
(١ و ١) فليس استيفاؤه الشروط موجبا تنزيله منزلة «الظن». وإنما يجيز ذلك فقط. أما إجراؤه مجرى الظن فيوجب أولا تحقق الشروط كلها ..
(١ و ١) فليس استيفاؤه الشروط موجبا تنزيله منزلة «الظن». وإنما يجيز ذلك فقط. أما إجراؤه مجرى الظن فيوجب أولا تحقق الشروط كلها ..
(٢) ويروى بعض النحاة : أن «سليما» لا يشترطون أن يكون معناه «الظن» فعندهم القول قد ينصب مفعولين دائما. وفى هذا الرأى ضعف. وقد أشرنا (فى رقم ٤ من هامش ص ٤٧) إلى وجوب فتح همزة «أن» الواقعة بعد «القول» إذا كان معناه الظن ، لأنه يحتاج إلى مفعولين ؛ فيكون المصدر المؤول من «أن» مع معموليها فى محل نصب سادا مسد المفعولين. ونشير هنا إلى أن الرأى السالف يساير لغة سليم وغيرها ما دام القول بمعنى الظن ؛ لحاجته إلى ما بعده ، فتفقد «إن» الصدارة فى جملتها ؛ فتفتح همزتها وجوبا.