زيادة وتفصيل :
من مواضع الفصل للضرورة : الفصل بين المتضايفين بالفعل الزائد (أى : الذى يمكن حذفه مع فاعله (١) بغير أن يفسد المعنى) ومنه قول العربى يسأل عن أهله :
بأىّ ـ تراهم ـ الأرضين حلّوا؟ |
|
أبالدّ بران ، أم عسفوا الكفارا |
يريد : بأى الأرضين؟ فجملة : «تراهم» (٢) زائدة ، فاصلة بين المتضايفين. ثم يسأل : أحلوا المكان الذى يسمى : الدبران ـ بفتح الباء ـ أم قصدوا المكان الآخر المسمى : الكفار؟.
وأيضا الفصل بالمفعول لأجله ؛ كقول الشاعر :
أشمّ كأنّه رجل عبوس |
|
معاود ـ جرأة ـ وقت الهوادى |
والأصل : معاود وقت الهوادى ؛ جرأة. أى : يعاود الحرب وقت ظهور أعناق الخيل ، لجرأته فى الحرب (٣).
وكذلك الفصل بلام الجر الزائدة بين المضاف المنادى والمضاف إليه (٤) كقول الشاعر:
* يا بؤس للحرب ضرّارا لأقوام*
* * *
__________________
ـ والمضاف إليه بشىء نصبه ذلك المضاف ، لكن بشرط أن يكون هذا الفاصل المنصوب مفعولا به ، أو ظرفا. وقد أوضحنا هذه القاعدة بالشرح والتمثيل ، وبالتفصيل المناسب
ثم بين بعد ذلك أن الفصل بين المتضايفين جائز باليمين. أما فى حالة الضرورة فقد وجد الفصل بالأجنبى (وهو الذى ليس معمولا للمضاف) أو بالنعت ، أو بالندا. هذا والنعت والنداء يدخلان فى الفصل بالأجنبى ؛ ولكنه خصهما بالذكر مبالغة فى إيضاحهما. ثم إن تخصيص هذه المسائل بحالة الضرورة يدل على أن ما سرده قبلها يكون فى السعة.
(١) إن كان له فاعل ، لأن بعض الأفعال الزائدة لا فاعل له ، وإذا حذف الفعل مع فاعله كان المحذوف جملة.
(٢) ليس من اللازم ما يقولونه من أنها زائدة هنا.
(٣) أشار الصبان إلى أن صدر البيت ورد مكان العجز فى بعض المراجع
(٤) سبقت إشارة لهذا عند الكلام على لام الجر ج ٢ م ٩٠ ص ٣٦٧ وهناك تكملة هذا الشطر ، وتفصيل الكلام على البيت ، وعلى لام الجر.