إنّ امرأ خصّنى عمدا مودّته |
|
على التنائى لعندى غير مكفور |
والأصل : لغير مكفور عندى ؛ فقدّم : «عندى» وهو معمول المضاف إليه ، على المضاف وهو : «مكفور» ، لتحقّق الشرط ؛ فكأنه قال : لعندى لا يكفر. فإن لم يقصد بكلمة : «غير» النفى لم يتقدم عليها معمول المضاف إليه. كما فى مثل : «فاز المتسابقون غير راكب فرسا» فلا يصح : فاز المتسابقون فرسا غير راكب ؛ لعدم قصد النفى بكلمة : «غير» ، لأنه لا يصلح وضع حرف النفى والمضارع موضعها مع مجرورها ؛ فلا يقال : فاز المتسابقون لا يركب فرسا ، لعدم الرابط المناسب فى الجملة الحالية.
ومما تقدم نفهم المراد من قول النحاة : «إن المضاف إليه لا يعمل شيئا فى المضاف ، ولا فيما قبل المضاف ، إلا فى صورة واحدة (١)».
العاشر : وجوب استفادة المضاف الذى ليس مصدرا ، من المضاف إليه المصدرية ، فى بعض الصور ؛ (كأن يكون المضاف فى أصله اسم استفهام ، أو صفة لمصدر محذوف) (٢) ، مثل قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ (٣) يَنْقَلِبُونَ)، والأصل : وسيعلم الذين ظلموا ينقلبون أىّ منقلب؟ أو : سيعلم الذين ظلموا ينقلبون منقلبا أىّ منقلب. فكلمة : «أى» مفعول مطلق (٤) فهو ـ هنا ـ نائب عن المصدر ، وقد اكتسب المصدرية من المضاف إليه.
الحادى عشر : وجوب استفادة المضاف من المضاف إليه الظرفية بشرط أن يكون المضاف هو لفظ : «كل» ، أو : «بعض» أو ما يدل على الكلية أو الجزئية ؛ وأن يكون المضاف إليه ظرفا فى أصله (٥) ؛ كقولهم : قد تخفى خديعة
__________________
(٢) وقد تقدمت فى باب : «المفعول المطلق» ـ ج ٢ م؟
(٣) منقلب : مصدر ميمى ، بمعنى : انقلاب.
(٤) ناصبه هو الفعل المضارع : «ينقلبون».
(٥) إذا خرج الظرف عن نصبه على الظرفية إلى غيرها ولو إلى جره بالإضافة أو بغيرها ، لم يصح تسميته ظرفا فى حالته الجديدة ـ كما فصلناه فى باب الظرف ، ح ٢ ـ