واسم الإشارة ، و ... و ... (١) فيجوز فى المضاف إبقاؤه على إعرابه كما كان ، أو بناؤه على الفتح ؛ نحو : أجيب داعى المروءة ، ولو دعانى غيره ما أجبت. فكلمة «غير» فاعل ؛ إما معرب مرفوع مباشرة ، وإما مبنى على الفتح ـ لإضافته إلى المبنى وهو الضمير ـ فى محل رفع ، فالأمران جائزان ـ (عند غير ابن مالك فإنه لا يبيح بناء المضاف بسبب إضافته لمبنى ، كما سبق فى باب : «الظرف»). ونحو ؛ مثلك لا ينام على ضم يراد به. فكلمة : «مثل» مبتدأ ، إما معرب مرفوع مباشرة ، وإما مبنى على الفتح فى محل رفع ؛ فالأمران جائزان ، (عند غير ابن مالك) ، ومثل هذا قول الشاعر :
وما لام نفسى مثلها لى لائم |
|
ولا سدّ فقرى مثل ما ملكت يدى |
فكلمة : «مثل» فى الشطرين فاعل ، وهى إما معربة مرفوعة بالضمة مباشرة ، وإما مبنية على الفتح فى محل رفع. وسبب بنائها على الفتح إضافتها للمبنى ، وهو الضمير «ها» فى الشطر الأول ، واسم الموصول «ما» فى الشطر الثانى.
ثانيها : أن يكون المضاف زمانا مبهما (٢) معربا فى أصله ، والمضاف إليه مفردا (٣) مبنيّا ؛ مثل : «إذ» ؛ كقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ، وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ...) وقوله تعالى عن هول يوم القيامة : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ...) فكلمة : «يوم» فى الآيتين ؛ يجوز فيها الأمران ؛ الجر مباشرة مع الإعراب ، أو البناء على الفتح فى محل جرّ. وهى فى الحالتين اسم زمان مبهم مضاف (٤) وبعدها المضاف إليه : «إذ». وإنما كان «اليوم» هنا مبهما لأن المراد منه
__________________
(١) ويشترط بعض النحاة ، لانتقال البناء من المضاف إليه للمضاف أن يكون المضاف إليه مذكورا ـ لا محذوفا. والصحيح أن هذا الشرط مرفوض ؛ (طبقا للبيان الآتى فى رقم ٢ من هامش ص ١٣٢).
(٢) المراد بالزمان هنا : ما يشمل ظرف الزمان ، وما يدل على الزمان من غير ظرفية. ـ كما أشرنا فى رقم ١ من هامش ص ٨٦ ـ
(٣) أى : غير ضمير وإشارة ، وغير جملة ، وهما الموضعان : السابق والآتى. ويشترط فى اسم الزمان ألا يكون مثنى ؛ وإلا وجب إعرابه ـ (كما فى رقم ٤ من هامش ص ٨٩).
(٤) وهو فى الوقت نفسه مضاف إليه أيضا ، وقبله المضاف : (خزى ـ عذاب).