إسماعيل فى خف من العسكر وقصد باب المدينة ، فخرج عمرو بن الليث ودارت الحرب وحمى الوطيس ، وانهزم عسكره (أى عسكر عمرو) وكان العسكر يطاردونهم يقتلون بعضا ويأسرون بعضا حتى وصلوا إلى بعد ثمانية فراسخ من بلخ ، فرأوا عمرا ابن الليث مع خادمين ، فر أحدهما وتعلق الآخر بعمرو بن الليث ، فقبضوا على عمرو بن الليث ، وكان كل واحد يقول أنا الذى أسرت عمرا بن الليث ، فقال عمرو بن الليث : إن خادمى هذا هو الذى قبض علىّ ؛ وقد أعطى عمرو ابن الليث ذلك الخادم خمس عشرة حبة من اللؤلؤ قيمة كل منها سبعون ألف درهم ، فأخذوا تلك اللآلئ من ذلك الغلام. وكان القبض على عمرو بن الليث يوم الأربعاء العاشر من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ومائتين (٩٠٠ م) وأتوا بعمرو بن الليث إلى الأمير إسماعيل ، وأراد عمرو بن الليث أن يترجل فلم يأذن الأمير الماضى وقال : اليوم أفعل بك ما يعجب له الناس ، فأمر فأنزلوا عمرا بن الليث بالسرادق وأرسل أخاه (أى أخ الأمير إسماعيل) لحراسته. وبعد أربعة أيام رأى الأمير (إسماعيل) (١) فسألوا عمرا بن الليث كيف قبض عليك؟ فقال : كنت أعدو فعجز جوادى ، فترجلت ونمت ورأيت غلامين واقفين عند رأسى فجرد أحدهما السوط ووضعه على أنفى ، فقلت ماذا تريد من رجل هرم (٢)؟ ، وأقسمت عليهما ألا يقتلانى فترجلا وقبلا قدمى وأمنانى ، وأركبنى أحدهما جوادا وتجمع الناس وقالوا ما معك؟ فقلت معى بضع لآلئ قيمة كل منها سبعون ألف درهم وأعطيتهم خاتمى وخلعوا خفى من قدمى فوجدوا بعض الجواهر الثمينة وأدركنى الجيش وكان محمد شاه يمنع الناس عنى ، وفى هذه الأثناء رأيت الأمير إسماعيل من بعد ، فأردت أن أترجل فأقسم بروحه ورأسه ألا تنزل ، فاطمأن قلبى ، وأنزلنى بالسرادق وجلس معى أبو يوسف واحتجزنى ، وحين طلبت الماء أعطونى ماء الورد وعاملونى بكل إعزاز وإكرام ، ثم دخل عندى الأمير إسماعيل ولا طفنى وتعهد بألا يقتلنى وأمر أن
__________________
(١) ليست فى الأصل وأضيفت للتوضيح. ويوجد بعدها فى نسخة شيفر «بفرمود تا بپرسيدند» أى أمر فألوا.
(٢) الترجمة الحرفية «هذا الرجل الهرم».