ذكر بيت الطراز (١) الذى كان فى بخارى
وما يزال قائما
وكان ببخارى دار صناعة تقع بين السور والمدينة قرب المسجد الجامع ، كانت تنسج بها البسط والسرادقات واليزديات (٢) والوسائد وسجاجيد الصلاة والبرود الفندقية من أجل الخليفة ، وكان خراج بخارى ينفق على سرادق واحد ، وفى كل عام كان يأتى من بغداد عامل خاص ويأخذ من هذه الثياب ما يقابل خراج بخارى. ثم حدث أن تعطلت هذه الدار وتفرق من كانوا يعملون بهذه الصناعة. وكان ببخارى صناع مهرة (أساتذة) مخصصين لهذا العمل ، وكان التجار يأتون من الولايات ويحمل الناس من تلك الثياب ، كما كانوا يحملون الزندنيجى إلى الشام ومصر والروم ، ولم تكن تنسج (٣) فى أية مدينة بخراسان. والعجيب أن بعض أهل تلك الصناعة ذهبوا إلى خراسان وأعدوا الآلات اللازمة لها ونسجوا تلك الثياب ؛ فلم يكن لها ذلك الرواء. ولم يكن هناك ملك أو أمير أو رئيس أو صاحب منصب لا يوجد عنده شىء منها ، وكان منها الأحمر والأبيض والأخضر ، والزندنيجى اليوم أشهر تلك الثياب فى جميع الولايات.
__________________
(١) يشبه ما يعرف الآن فى القاهرة بدار الكسوة التى تعد فيها أستار الكعبة.
(٢) نوع من القماش الفاخر.
(٣) فى نسخة شيفر : نبافتندى ، أى لم تكن تنسج ، وفى نسخة مدرس رضوى : نيافتندى ، أى لم تكن توجد.