ذكر السور المسمى بسور كنپرك (١)
يقول أحمد بن محمد بن نصر : إن محمد بن جعفر النرشخى لم يذكر هذا الفصل بهذا الترتيب ، ولكنه ساق بعضه فى أثناء الكلام. وروى أبو الحسين النيسابورى فى خزائن العلوم أنه لما انتهت الخلافة إلى أمير المؤمنين المهدى (٢) أى أبى هارون الرشيد (٣) ولم يكن أحد قط من خلفاء بنى العباس أورع منه ، قلد إمارة خراسان كلها أبا العباس بن الفضل بن سليمان الطوسى سنة مائة وست وستين هجرية (٧٨٢ م) وجاء هو إلى «مرو» (٤) وأقام هنالك ، فذهب إليه الوجوه والأكابر والعظماء (٥) وذهب كبراء السغد (٦) أيضا جملة إلى مرو للسلام على أمير
__________________
(١) نص هذا العنوان فى نسخة مدرس رضوى : «ذكر ديوار بخارا كه مردمان آنرا ديوار كنپرك كويند» أى ذكر سور بخارى الذى يسميه الناس سور كنپرك.
(٢) هو محمد المهدى بن المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس ـ ثالث خلفاء العباسيين ولد سنة ١٢٧ ه (٧٤٤ م.) وتولى الخلافة سنة ١٥٨ ه (٧٧٤ م) وتوفى سنة ١٦٩ ه (٧٨٥ م).
(٣) هارون الرشيد بن محمد المهدى السالف الذكر. خامس خلفاء العباسيين ولد سنة ١٤٨ ه (٧٦٥ م) وتولى الخلافة سنة ١٧٠ ه (٧٨٦ م) بعد أخيه موسى الهادى وتوفى بطوس سنة ١٩٣ ه (٨٠٨ م).
(٤) مرو (Meru) : عاصمة من عواصم خراسان القديمة على نهر مرغاب (Morghab) وهى من أقدم المدن فى آسيا الوسطى ، تقع على بعد ٢٦٥ كيلومترا شمال شرق مشهد و ٣٥٠ كيلومترا شمال هراة و ٤٢٥ كيلومتر شرقى بلخ و ٣٢٠ كيلومترا جنوب غرب بخارى و ٤٣٥ كيلومترا جنوب شرق مدينة خيوه. وهى مدينة قديمة جاء ذكرها فى «زند آوستا» كما قام بتوسيعها وإعمارها الإسكندر المقدونى وأخلافه وسماها جغرافيو اليونان «مرغيابى» ويبدو أن هذا الاسم مركب من اسمى «مرو» و. «مرغاب» وتعرف أيضا ب «مرو شاهجهان». وهى مسقط رأس علماء ومشاهير كثيرين يلقبون بالمروزى نسبة إليها منهم الإمام أحمد بن حنبل وسفيان بن سعيد الثورى المحدث وغيرهما. [ش. سامى : قاموس الأعلام ج ٦ ص ٤٢٦٧].
(٥) ترجمة عبارة مدرس رضوى : فذهب إليه وجوه وأكابر وعظماء بخارى.
(٦) السغد (الصغد) : بضم أوله وسكون ثانيه وآخره دال مهملة ، ناحية كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مونقة الرياض والأزهار ملتفة الأغصان خضرة الجنان تمتد مسيرة خمسة أيام لا تقع الشمس على كثير من أراضيها ولا تبين القرى من خلال أشجارها وفيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند وقصبتها سمرقند ، وربما قيلت بالصاد [الصغد]. [ياقوت ، معحم البلدان ج ٥ ص ٨٦].