ولا نقول إنّ لفظ البيّنة بمعنى المعجزة ، بل هي كما عرّفناك هو الدليل المبين للحقيقة ، والمعاجز أحد مصاديقها.
يعد القرآن الإخبار عن المغيبات من معاجز السيد المسيح عليهالسلام ويقول حاكياً عنه : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (١). وقد أخبر النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طائفة من المغيبات بواسطة الوحي الذي يوحى إليه ، وجاءت عدة من هذه المغيبات في القرآن الكريم منها قوله مخبراً عن انتصار الروم بعد هزيمتهم ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) (٢). كما أخبر عن هزيمة قريش في بدر قال : ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) (٣).
وقد جمعنا موارد إخبار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المغيبات عن طريق الوحي في الجزء الثالث من هذه الموسوعة (٤). فلاحظ.
ما ذكرناه بعض ما ورد من معاجز النبي الأكرم في القرآن ، غير أنّه ورد في الأحاديث والروايات الصحيحة ما ينص على أنّ الرسول أظهر معاجز غير القرآن أكثر من أن تحصى ، وقد جمعها وأحصاها علماء الحديث ودوّنوها في كتبهم ، ومؤلّفاتهم ، وأجمع كتاب أُلِّف في هذا الموضوع ما جمعه الشيخ العاملي ( المتوفّى
__________________
(١) آل عمران : ٤٩.
(٢) الروم : ١ ـ ٣.
(٣) القمر : ٤٥.
(٤) معالم النبوة في القرآن الكريم : ٤٥٥ ـ ٥٥٦ وأيضاً ٥٠٣ ـ ٥٠٩.