٨. انّ الإيمان إنّما يعد كمالاً إذا دفع إليه الإنسان باختياره وإذا كانت الآية المطلوبة أو المتمنّاة سبباً لإيمانهم الإلجائي فلا يجب ، بل لا يحسن في منطق العقل القيام بها.
٩. إنّما يصح للنبي أن يقوم بمقترح قومه إذا لم يتعلّق طلبهم بما يكون على خلاف السنّة الحكيمة الجارية في الكون والحياة.
١٠. إنّما يصح أيضاً القيام إذا كان بين المطلوب والرسالة رابطة منطقية بحيث يصح الاستدلال بأحدهما على الآخر ، فلو كانت الرابطة مفقودة فلا تصح في منطق العقل إجابة الاقتراح.
وأنت إذا استعرضت الآيات التي استدل بها الكتّاب المسيحيّون والمستشرقون على أنّه لم يكن للنبي الخاتم معجزة غير القرآن تقف وقوف مستشف للحقيقة على أنّ عدم قيامه بالمعجزات والآيات التي كانوا يطلبونها منه كان لأجل إحدى هذه العلل أو ما يضاهيها ، وإليك استعراض هذه الآيات واحدة بعد أُخرى حتى تتجلّى الحقيقة بأجلى مظاهرها.
الآية الأولى
قال سبحانه : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (١).
__________________
(١) البقرة : ١١٨.