حاله في الأبحاث الآتية ، وحتى أنّه سبحانه أيضاً لا يبعث على كل حال وتقدير ، وفي حق كل أحد ، بل له شرائط خاصة كما سيوافيك بيانها.
هناك صنف من الآيات يصرّح بعدم وجود شفيع للكفار يوم القيامة ، أو أنّ شفاعة الشافعين لا تنفعهم ، وإليك هذه الآيات :
١. ( يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبّنَا بِالحَقِّ فَهَل لَنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (١).
وحاصل الآية : انّ الذين تركوا الإيمان والعمل يعترفون يوم القيامة بأنّ ما جاءت به الرسل كان حقاً ، ولكن يتمنون أن يكون لهم شفعاء يشفعون لهم في إزالة العقاب ، أو يردون إلى الدنيا فيعملون غير الذي كانوا يعملون من الشرك والمعصية ، ولكنهم قد أهلكوا أنفسهم بالعذاب وضل عنهم ما كانوا يصفون به الأصنام من أنّها آلهة وأنّها تشفع لهم ، وعلى ذلك فالآية واردة في حق الكفار وهم الذين لا يجدون شفعاء حتى يشفعوا لهم.
٢. ( إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلا المُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) (٢).
وحاصل الآية : انّ أهل النار يوم القيامة يقولون ـ بحسرة ـ ويخاطبون جنود إبليس أو أصنامهم الذين كانوا سبباً في ضلالهم : ( إِذْ نُسَوِّيكُم ) بالله وعدلناكم به في توجيه العبادة إليكم ، ثم يعترفون بأنّه ما أضلّهم إلاّ المجرمون ، ويظهرون
__________________
(١) الأعراف : ٥٣.
(٢) الشعراء : ٩٨ ـ ١٠١.