٥
إشكالات مثارة حول الشفاعة
هاهنا إشكالات مثارة حول الشفاعة ناشئة من قياس الشفاعة الواردة في الشريعة الإسلامية على الشفاعة الرائجة في الحياة البشرية المادية والتي تسمّى بالوساطة ، ولو كان المستشكلون يعرفون حقيقة الشفاعة التي نص بها القرآن والحديث ، لما تفوّهوا بتلك الإشكالات التي لا تليق بالبحث والنقد في الكتب العلمية.
غير انّ انتشار هذه الإشكالات بين الشباب دعانا إلى عقد هذا البحث وإفراده عمّا سبق ، وإليك الإشكالات واحداً بعد واحد ، والإجابة عنها على نحو الإجمال :
لا شك أنّ الشفاعة لا تشمل جميع أنواع الجرائم والمعاصي ، وعامة أنواع العصاة والمجرمين ، إذ عندئذ يصير القانون لغواً ، ويعود التكليف بلا أثر ، وانّما الشفاعة في بعض أنواع الجرم ، وفي حق بعض المجرمين دون بعض ، وعندئذ يطرح هذا السؤال :
إنّ حقيقة كل جرم هي التجاوز على الحدود ، وكل مجرم يعتدي على حدود