وقوله سبحانه : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ ) (١).
فكلّما يدل على جواز طلب الدعاء من المؤمن الصالح يمكن الاستدلال به على صحة ذلك.
وقد عقد الكاتب محمد نسيب الرفاعي مؤسس الدعوة السلفية والمدافع القوي عن الوهابية باباً تحت عنوان : « توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له ». واستدل بالقرآن والسنّة الصحيحة ، فإذا كان ذلك جائزاً فلم لا يجوز طلب الشفاعة من النبي وآله بعد كون الجميع مصداقاً لطلب الدعاء.
وليعلم أنّ البحث هنا مركّز على طلب الشفاعة من الأخيار ، وأمّا التوسل بذواتهم أو بمقامهم أو غير ذلك فخارج عن موضوع بحثنا ، وقد أفردنا لجواز تلك التوسلات رسالة مفردة أشبعنا الكلام فيها قرآناً وحديثاً ، وقد طبعت وانتشرت.
وإذا وقفت على ذلك فهلمّ معي إلى ما لفّقه القوم وزعموه دلائل قاطعة على حرمة طلب الشفاعة من الأولياء ، ونحن ننقلها واحداً بعد واحد على سبيل الإجمال ، وقد أتينا ببعض الكلام في الجزء الأوّل من هذه الموسوعة (٢).
استدل القائلون بحرمة طلب الشفاعة بوجوه :
١. انّ طلب الشفاعة من الشفعاء عبادة لهم وهي موجبة للشرك ، أي الشرك في العبادة ، فإنّك إذا قلت يا محمد اشفع لنا عند الله ، فقد عبدته بدعائك ،
__________________
(١) المنافقون : ٥.
(٢) راجع معالم التوحيد : ٤٩١ ـ ٥٠١.