ويعاين الملك ، وقد أُرسل إلى طائفة قلّوا أو كثروا ، كيونس ، قال الله تعالى : ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) (١) ( قال : يزيدون ثلاثين ألفاً ) وعليه إمام ، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين ( الملك ) في اليقظة وهو إمام مثل أُولي العزم (٢) ، وقد كان إبراهيم نبياً وليس بإمام حتى قال الله : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) من عبد صنماً أو وثناً لا يكون إماماً » (٣).
والرواية مع قطع النظر عمّا تحتاج إليه من توجيه ، كما أشرنا إليه في التعليقة ، تخالف ما استظهرناه من الآيات من كون كل نبي مبعوثاً إلى الناس ، وانّه ليس لنا نبي لا يعدو نفسه ، كما هو نص الرواية ، إلاّ على بعض الوجوه ، كما هو الحال في بدء الوحي وقبل الأمر بالإنذار ، ولكنّه يؤيد ما أوضحناه من كونه النسبة بين الرسول (٤) والنبي هي المساواة حسب المصداق.
وأمّا ما أخرجه الكليني بسند موثق عن ابن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « سادة النبيين والمرسلين خمسة وهم أُولو العزم من الرسل ، وعليهم دارت الرحى : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم». (٥) فليس من أحاديث هذا الباب ، بل غايته انّ هناك نبياً ومرسلاً ، وأمّا تساوي النبوة والرسالة ، والنبي والرسول فلا يستفاد منه أصلاً.
__________________
(١) الصافّات : ١٤٧.
(٢) قد حدّد أولو العزم بقيود أربعة : من رؤية في المنام ، وسماع صوت الملك ، ومشاهدته ، وهو إمام.
(٣) الكافي : ١ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة.
(٤) المراد الرسالة من الله فلا تغفل.
(٥) الكافي : ١ / ٨٤ ، باب طبقات الأنبياء والرسل.