قسم الدكتوراه مفتوحاً عليهم ، فإنّ الطالب إنّما يتم دراسة الكلية وما بعدها واحداً بعد واحد.
وهذا الأمر الثالث مما أصفقنا عليه سواء أقلنا بما في الروايات ، أم قلنا بما استظهرناه من الآيات من كون الرسول أعم من النبي ، والرسول المصطلح يساوق النبي صدقاً ، وان لم يكونا مترادفين.
وأمّا الأمر الأوّل فتمكن الموافقة معه ، فالنبي يمكن أن يكون أعم من الرسول ، أمّا لأنّ النبي ربّما لا يكون رسولاً في بعض الأحوال ، كما هو الحال في بدء الوحي ، وأمّا لما ذكر في هذه الروايات من أنّ الرسول يسمع كلامه مع معاينته في حال التكلم ، بخلاف النبي.
وأمّا الأمر الثاني فالتصافق معه مشكل ، إذ لو كان الرسول أشرف من النبي فلماذا أخّر النبي وقدم الرسول في كثير من الآيات مع كونها في مقام الإطراء ، فهل يصح التدرج من الكامل إلى الناقص ؟ وقد قدمنا الآيات فلاحظ ، ومنه يظهر الإشكال في أخصية الرسول على الوجه المذكور في الروايات ، فإنّ لازمه التدرّج من الكامل إلى الناقص.
قد وقفت على الفرق بين الرسول والنبي كما وقفت على المراد منهما في الكتاب والسنّة ، وبقي هنا بحث وهو : ما هو معنى المحدَّث ؟ فنقول :
اتفق أهل الحديث على أنّ في الأمّة الإسلامية أُناساً تكلّمهم الملائكة بلا نبوة ولا رؤية صورة ، أو يلهمون ويلقى في روعهم شيء من العلم على وجه الإلهام والمكاشفة ، من المبدأ الأعلى أو ينكت لهم في قلوبهم من حقائق تخفى على غيرهم أو غير ذلك من المعاني التي يمكن أن يراد منه.