المقام الثاني
التأليف بين هذه الآية والآيات الأُخر
إنّ الآيات القرآنية تشهد على أنّه كان شعار الأنبياء في طريق دعوتهم وتجاه أُممهم هو رفض الأجر ، وعدم طلبه من الأمّة وكلّهم يقولون : ( إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللهِ ) (١).
فالقرآن يحدّثنا في سورة الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب بأنّ شعارهم الوحيد طوال فتراتهم الرسالية كان هو قولهم : ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَىٰ رَبِّ العَالَمِينَ ) (٢).
كما يرد في سورتي هود ويونس (٣) هذا المضمون عن نوح وهود أيضاً وإنّ من علائم النبوّة أنّ أصحابها لا يطلبون أجراً على رسالتهم.
ولأجل ذلك لما لاحظ المبعوث الثالث إعراض أهالي إنطاكية عن رسل المسيح ، التفت إلى أهاليها وقال : ( اتَّبِعُوا مَن لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُهْتَدُونَ ) (٤).
__________________
(١) لاحظ الشعراء ، الآيات : ١٠٩ ، ١٢٧ ، ١٤٥ ، ١٦٤ ، ١٨٠.
(٢) الشعراء : ١٠٩.
(٣) يونس : ٢٧ ، هود : ٢٩ و ٥١.
(٤) يس : ٢١.