المقام السادس
في سرد الأحاديث الواردة حول الآية
لقد بانت الحقيقة بأجلى مظاهرها وبان الصبح لذي عينين ، ولم يبق شك لمشكك في أنّ الآية تهدف إلى طلب المودّة لأقرباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد كان الأوّلون لا يرتضون للآية غير هذا المعنى ، وهم العرب الأقحاح ، الذين يعرفون معنى الآية بأذواقهم العربية.
ومن راجع كتب التفسير والحديث يرى أنّ الرأي العام عند علماء الإسلام وأساطين التفسير لم يكن سوى هذا المعنى ، ولذلك اختصروا في تفسير الآية بالمأثورات ، ولكن لا يسعنا نقل جميعها في هذه الصحائف ، كيف ؟ وقد نقل المحدث الخبير السيد هاشم البحراني سبعة عشر حديثاً من طرق السنّة ، واثنين وعشرين حديثاً من طرق الشيعة ، كلّها تنصُّ على الرأي المختار (١).
وقد جمع العلاّمة الأميني طرق الحديث ونصوصه وكلمات العلماء ، حول الآية في كتابه القيِّم « الغدير » الجزء الثاني والثالث (٢).
وقد استقصى بعض الأجلّة في تعاليقه على إحقاق الحق (٣) مصادر الحديث
__________________
(١) غاية المرام : ٣٠٧ ـ ٣١٠.
(٢) الغدير : ٢ / ٢٨٠ ، ٣ / ١٥١ ـ ١٥٣ طبعة النجف.
(٣) إحقاق الحق : ٣ / ٢ ـ ١٨.