ومما يؤكد دعوانا في أن الخلافة كانت في الهدف الأساسي ما جاء في الإمامة والسياسة من قول ابن قتيبة .. وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله لقد مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ، ما عدلنا به فقال علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (١).
لقد كان لفاطمة (ع) موقف واضح من الخلافة حتى أن بيتها كان عند جماعة السقيفة هو مركز المعارضة حتى قال عمر في روايته لما جرى في السقيفة بعد أن ذكر أنها فتنة ولكن الله وقى شرها المسلمين يقول : وإن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة (٢).
تجمع الهاشميون في بيت فاطمة (ع) وأعلنوا معارضتهم لما جرى في السقيفة ومعهم بعض الأنصار الذين كانوا يهتفون : لا نبايع إلا عليا كما ينقل ابن الأثير ثم يقول وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحة عن البيعة ، وقال الزبير : لا أغمد سيفا حتى يبايع علي فقال عمر : خذوا سيفه واضربوا به الحجر » (٣).
وجاء في تاريخ اليعقوبي أن البراء بن عازب جاء فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم بويع أبو بكر فقال بعضهم : ما كان المسلمون
ــــــــــــــــ
(١) ـ الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٢.
(٢) ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ ص ٣٢٥.
(٣) ـ المصدر ج ٢ ص ٣٢٧.