سميع عليم ) (١) ويقول جل وعلا ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) (٢) ، ويؤكد سبحانه وتعالى أن الأمر ليس بيد أحد مهما بلغ من الوعي فأضاف إلى نفسه تعالى الاختيار والجعل يقول تعالى ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) (٣) ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) (٤).
وهذا الجعل ليس بأمر الأمة بل بأمر الله (بأمرنا) ولا يعقل أن يكون الضمير في أمرنا شامل للأمة إذ ليست هي التي توحي إلى الأئمة فعل الخيرات وإقام الصلاة ... كما أن الأمة ليست هي المعبودة ( وكانوا لنا عابدين ) ولا هي صاحبة الآيات ( بآياتنا يوقنون ).
وضرورة التعيين أمر يعلمه كل إنسان بوجدانه وعقله ، لضرورة وجود خليفة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقوم مقامه في كل واجباته ، ويكاد يكون ذلك من البديهيات وإلا أي ضمانة يمكن لها أن تحفظ لنا ديننا وتمثل بوصلة لبيان الانحراف الذي ربما يحدث بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما حدث في الأمم السابقة؟ من الذي تركن إليه الأمة ليواصل مسيرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكيف يتأتى للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن ينتقل للرفيق الأعلى دون أن يعين خليفته؟ أمن العقل أن يترك أمر الخلافة والإمامة في أيدي الناس الذين قد تتغلب عليهم شهوة السلطة والزعامة؟ ذلك لأن طبيعة البشر
ــــــــــــــــ
(١) ـ سورة آل عمران : آية / ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) ـ سورة فاطر : آية / ٣٢.
(٣) ـ سورة الأنبياء : آية / ٧٣.
(٤) ـ سورة السجدة : آية / ٢٤.