كما سيأتينا خبره.
وماذا كان يضير هؤلاء الثلاثة إذا عملوا على تهدئة الأوضاع حتى يدفن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خصوصا وأن فيهم أبا بكر ، وعلى حد زعمهم له المكانة التي كان يمكن استغلالها لذلك أم أن الأمور ستصبح على خلاف ما يشتهون.
أما الحضور الكمي لهذه الشورى فلا أظن أنه كان كبيرا خصوصا لو علمنا أن هذه السقيفة مكان لا يتسع بأي حال من الأحوال إلى عدد كبير أضف إلى ذلك غياب عدد كبير من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى رأس أولئك علي والهاشميون لأنهم كانوا في شغل عن الأمر بمصيبة وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم التي تناساها الخليل الصديق وهو يسعى وراء الخلافة. يقول عمر « إنه كان من خبرنا حين توفي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن عليا والزبير ومن كان معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة » (١).
أي شورى هذه التي لم يحضرها باب مدينة العلم الفاروق الأكبر والصديق الأول علي بن أبي طالب (ع) ، ومن أين تستمد شرعيتها وكل سكان المدينة آنذاك ناهيك عن الدولة الإسلامية لم تجمع على ترشيح أبي بكر. وحتى الذين بايعوا لم يكن دافعهم إلى ذلك شخصية أبي بكر فهنالك من بايع لموازنات سياسية كما فعلت الأوس عندما بايعت أبا بكر قال بعضهم وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا ، فقوموا فبايعوا أبا بكر (٢).
احتج أبو بكر على القوم قائلا : لن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من
ــــــــــــــــ
(١) ـ المصدر ص ٤٤٦.
(٢) ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج ٢ / ٢.