خلافة علي (ع) ...
بعد وفاة عثمان لم يكن للأمة مناص من الاتجاه إلى من يحملهم على جادة الطريق كما قال عمر ، إذ أن الفساد السياسي وصل إلى قمته وصارت أموال المسلمين في يد الطلقاء ، كان لا بد للأمة أن تبحث عمن يذكرهم بسيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد إعراض دام سنوات أوصلهم إلى ما أوصلهم إليه ..
جاءت الخلافة إلى علي (ع) وهي تحبو محملة بجراحات مثخنة من جراء اجتهادات السابقين ، لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ... أخيرا انكشف الغطاء وعرفوا الحل « ولا أبقى الله الأمة لمعضلة ليس لها أبو الحسن » اجتمعوا عليه وطلبوا منه أن يقبل الخلافة ، أشار عليهم أن يبحثوا عن غيره لأنه كان يعلم بأنهم لن يستطيعوا معه صبرا على الحكم بالحق ، وأنه لن يخاف في الحق لومة لائم كما قال في الأموال التي وزعها عثمان على محبيه وهي ملك للمسلمين عامة ، « والله لو وجدته قد تزوجت به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق ».
هكذا سيكون علي ولن يعجب هذا الحال بعض الذين تعودوا على العطايا والهبات الملكية زمن الخلفاء إضافة إلى الذين لا يرغبون في شخص علي (ع) حاكما. فألبوا الناس على قتاله ، وحكم علي (ع) المسلمين في فترة اتسمت بالحروب التي كانت فيصلا بين الحق والباطل وقد أخبره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم « تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ».
يقول الإمام علي (ع) في أمر مبايعته :
« فما راعني إلا والناس كعرف الضبع ينثالون علي من كل جانب ، حتى