تقول للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك مني ومن أبي تعيدها مرتين حتى ضربها أبوها » (١).
مجموعة من الصفات النفسية كانت وراء موقف عائشة من أهل البيت (ع) حتى أنها صرحت بعدم حبها للحسن (ع) عندما أرادوا دفنه عند جده المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرجت عليهم قائلة (لا يدفن في بيتي من لا أحب) ، ولعل أبرز تلك الصفات غيرتها العجيبة والتي لم تخف على الجميع ولقد درسناها في مناهجنا الدراسية. وهنالك عوامل أخرى كثيرة كانت السبب في خروج عائشة على علي (ع) لعل أهمها موقف علي وأهل البيت (ع) من خلافة أبيها ، ووقفة الزهراء في وجهه أيضا ومعلوم أن الزهراء (ع) زوجة علي (ع) وأم الحسن والحسين وفوق ذلك هي البنت الوحيدة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من خديجة زوجته الأولى التي كانت تغير منها عائشة حتى وهي في العالم الآخر ... فتأمل ، لم نجد ما يبرر خروج عائشة على الإمام علي (ع) بل وجدنا أن ذلك خلاف الشرع وفقا للدليل النقلي والعقلي وإجماع الأمة.
إن عائشة بخروجها تكون مخالفة لصريح الآيات القرآنية التي تأمر نساء النبي بالاستقرار في بيوتهن ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) وقد عمل كل نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ما عدا عائشة.
كما أن خروجها على الخليفة الشرعي فيه إشكال بغض النظر عن كونها امرأة مأمورة بالبقاء في بيتها وذلك منهج أهل السنة والجماعة ، والإمام علي (ع) أجمعت عليه الأمة كخليفة للمسلمين فلا يجوز لها الخروج عليه وقتاله إذ أن ذلك
ــــــــــــــــ
(١) ـ مسند أحمد بن حنبل ج ٤ / ٢٧٥.