لم أقف على قول يفصل في حادثة إسلام معاوية وفي اعتقادي أن معاوية لم يجد له مكانا وسط المسلمين إلا بعد توليته الشام من قبل عمر الذي أطلق له العنان دون المحاسبة التي اشتهر بها وذلك تتمة للصفقة بين أصحاب السقيفة وبني أمية كما تقدم ذكره عندما أراد أبو سفيان أن يحرض عليا (ع) على القتال. وعمر يريد أن يستمر الهدوء على عهد خلافته فأسكت بني أمية بالشام وهم لا يهمهم كيف تكون الدولة الإسلامية بقدر ما يهتمون بوجود مكانة لهم في هذا الواقع الذي فرض عليهم ودخلوا فيه اضطرارا لا إيمانا برسالة الإسلام ونبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولقد وضح ذلك جليا عندما تسلموا زمام السلطة فحاربوا عليا وأبناءه لأنهم امتداد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبما أن معاوية لا يستطيع أن يسب محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لجأ إلى سب علي (ع) وجعل ذلك سنة عند خطباء دولته ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول « من سب عليا فقد سبني » (١).
والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوضح من هو معاوية كما جاء في تاريخ الطبري قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد أخوه يسوق قال : اللهم العن الراكب والقائد والسائق.
أما شخصية معاوية بمنظار علي (ع) فسوف نجدها في رسائله لمعاوية حيث جاء في رد للإمام علي على خطاب أرسله معاوية :
« أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة ، ورسالة محبرة نمقتها بضلالك وأمضيتها بسوء رأيك ، وكتاب امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده ، وقد
ــــــــــــــــ
(١) ـ المستدرك ج ٣ / ١٢٠.