دعاه الهوى فأجابه ، وقاده الضلال فاتبعه فهجر لاغطا وضل خابطا » (١).
في رسالة أخرى له يقول الإمام : « ومتى كنت يا معاوية من ساسة الرعية وولاة
أمر الأمة؟ بغير قدم سابق ولا شرف باسق ونعوذ بالله من لزوم سوابق الشقاء وأحذرك أن تكون متماديا في غرة الأمنية مختلف العلانية والسرية.
ولقد دعوت إلى الحرب فدع الناس جانبا واخرج إلي واعف الفريقين من القتال ، لتعلم أينا المرين على قلبه والمغطى على بصره! فأنا أبو الحسن قاتل جدك وأخيك وخالك شدخا يوم بدر وذلك السيف معي ، وبذلك القلب ألقى عدوي ما استبدلت دينا ولا استحدثت نبيا وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين ودخلتم فيه مكرهين » (٢).
كتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية : ـ
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر. سلام على أهل طاعة ممن هو مسلم لأهل ولاية الله.
أما بعد : ـ فإن الله جل جلاله وعظمته وسلطانه وقدرته خلق خلقا بلا عنت ولا ضعف في قوته ولا حاجة به إلى خلقهم إلى أن قال : فكان أول من أجاب للرسول وآب وصدق ووافق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب فصدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم فوقاه كل هول وواساه بنفسه في كل خوف ، فحارب حربه ، وسالم سلمه فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل (الضيق الشديد) ومقامات الروع حتى برز سابقا لا نظير له في
ــــــــــــــــ
(١) ـ نهج البلاغة من رسائل أمير المؤمنين رقم ٧.
(٢) ـ نفس المصدر رسالة ١٠.