الحكمة الإلهية للتشريع ، وكأنما أرادوا أن يفرضوا على الله شريعة تلائم عقولهم التي لم تستوعب مضامين الرسالة وروحها ، فصعب عليهم التعرف على الحق والتسليم له ، وكان بينها وبين الحقيقة حجاب التكبر والغطرسة وادعاء العلم ، والله يعلم وهم من جهل مركب في طغيانهم يعمهون.
أقول ذلك وأتألم لحال الأمة التي أصبح علماؤها أكثر الناس جهلا بأمور دينهم.
قرأت كتبهم واستمعت إلى علمائهم حول الزواج « المؤقت » ، فوجدت أن أفضل من تحدث عنه قال إنه تقنين للزنا ، وبقولهم هذا يكون الله تعالى ورسوله قد شرعا الزنا ـ حاشا الله ورسوله ـ حتى ولو صدقت دعواهم بنسخه أو تحريمه بعد تشريعه تكون هنالك فترة زمنية مارس فيها المسلمون الزنا مقننا ..
والآن لنر الأدلة المأخوذة من الصحاح ، هل قالت عن المتعة أنها زنا؟!.
* عن عبد الله بن مسعود قال : « كنا نغزوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وليس لنا نساء ، فقلنا : ألا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل معين » (١).
* عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا. تزايدا أو تتاركا » (٢).
* عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا : كنا في جيش فأتانا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا » (٣).
ــــــــــــــــ
(١) ـ صحيح مسلم ج ٢ باب نكاح المتعة وأخرجه البخاري ج ٧ / ٨.
(٢) ـ البخاري ج ٧ / ٢٥.
(٣) ـ البخاري ج ٧ / ٢٤ باب نكاح المتعة.