الأمر ، حتى ولو فرضنا محالا أن جميع الصحابة بلغوا مرحلة من التقوى والورع فإنه يبقى هنالك إمكان بعدم التزامهم بالحق حتى آخر نفس في حياتهم ... والحال أننا لم نسمع بأن أحدهم كان يملك الاسم الأعظم!!.
يبقى الأصل القرآني « إن جميع الخلق ما عدا المعصومين معرضون للزلزلة والابتلاء ومن ثم النجاح أو الفشل فيه فالانتقال من جهة الحق إلى الباطل حتى ولو بلغوا أعلى درجة من التقوى والمقياس الحقيقي هو الاستقامة في طريق الحق والالتزام به كاملا ».
بعد هذا لا أظن أن أحدا يحتاج أن يمد عنقه قائلا بعدم إمكان تخلي بعض الصحابة عن الحق في أي لحظة من دون أن ينكر حقيقة وقاعدة قرآنية ، ولكن بالإمكان السؤال عن مصداق ذلك في أمة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والتفصيل متروك لمحله.
يقول محمد علي الصابوني في تفسير آخر هذه الآية ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) أي أقصص على أمتك ما أوحينا إليك لعلهم يتدبرون فيها ويتعظون) (١) فهلا تدبرنا واتعظنا.
القصة الثانية : السامري وهارون مع بني إسرائيل :
قال الله تعالى ( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ، قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ، ألا تتبعن أفعصيت أمري ، قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ، قال فما خطبك يا سامري ، قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ) (طه / ٨٣ ـ ٩٧).
ـــــــــــــــــ
(١) ـ صفوة التفاسير ج ١ ص ٤٨٢.